نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 151
إذا تمهّد هذا فنقول: وجود الحادث بعد أن لم يكن بعدية بالقياس إلى
قبلية، فلا بدّ من معروض القبلية بالذات [15]. و لا شكّ أنّ معروض القبلية بالذات
يستحيل أن يكون معروض البعدية، فمعروض القبلية لا يكون نفس العدم لأنّ العدم لو
اقتضى لذاته القبلية لا يكون بعد ذات الفاعل، و إلّا لم يصر معا و بعد. فتعيّن أن
يكون معروض القبلية بالذات أمرا مغايرا لهما. و عروض القبلية للعدم[1] لا ينافي أن يكون معروض القبلية بالذات مغايرا له[2]، لجواز أن يكون عروض
القبلية للعدم بواسطة ذلك المعروض حتّى أنّا استدللنا على وجود ذلك المعروض بعروض
القبلية للعدم. و إذا ثبت أنّ معروض القبلية أمر مغاير فهو غير قارّ بل هو متجدّد
متصرّم،[3] لأنّ ذلك القبل ممتد[4] إلى
الأزل، و كلّ جزء يفرض منه يكون[5] سابقا
على جزء آخر، فإنّ القبلية الّتي من سنتين يكون قبل القبلية الّتي من سنة، فهناك
قبليات و بعديات متصرّمة[6] متجدّدة.
و لكن ربّما يمنع[7] ذلك في بادي النظر، فالشارح فرض الحركة بطريق التمثيل حتّى يتبيّن
ذلك، و إلّا لم يكن في الاستدلال/ 15SB / إليه حاجة.
ثمّ ذلك القبل يحتمل التقدير و الزيادة و النقصان، لأنّ قبل زيد إلى
نوح مثلا أطول و أزيد منه[8] إلى
موسى، فيكون مقدارا [16].
و الحاصل إنّ لمعروض القبلية بالذات خواصّ:
إحداها: إنّه[9] يمكن
أن يكون له أجزاء، فإنّ قبل زيد إلى نوح يمكن أن يقسّم[10] و يقال: قبل زيد إلى عمرو مثلا، ثمّ إلى بكر، ثمّ إلى خالد، ثمّ إلى
نوح. و هذا يظهر غاية الظهور في الحركة الّتي فرضها الشارح، فإنّ قبل الحادث إلى
ابتداء الحركة ينقسم إلى قبله إلى ربع الحركة، ثمّ إلى نصفها، ثمّ إلى ثلاثة
أرباعها.
الثانية: إنّ تلك الأجزاء لا يجتمع معا بل كلّ جزء يفرض فهو قبل
بالقياس[11] إلى أجزاء، بعد بالقياس[12] إلى
آخر.