نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 390
بالمعقول قائم في اتّحاد النفس بالعقل المستفاد، لأنّه هو اتّحاد
النفس بالمعقول.
ثمّ هاهنا يلزم محال آخر و هو اتّحاد الذوات العاقلة، لاتحاد كلّ
منها بالعقل الفعّال- كما لزم ثمّة اتّحاد المعقولات[1] المختلفة.
قال الإمام: «و أمّا الحكاية الّتي ذكرها فالمقصود منها أنّ القائل بهذا الاتّحاد هو
فرفوريوس، و له كتاب في تقرير هذا المذهب. و لا شكّ أنّ الكتاب المشتمل على تقرير
هذا المذهب[2] لا يكون إلّا فاسدا!».
[67/ 2- 295/ 3] قوله: ذكر أنّ معناه هو
المفهوم الحقيقي.
اعلم! أنّ صيرورة الشيء شيئا آخر تطلق على ثلاثة معان: انتقال
الشيء من صفة إلى صفة كما يقال: صار الماء هواء أو الأسود أبيض و انتقال الشيء
إلى ما يتركّب منه و من غيره كما يقال: صار الخشب سريرا. و هذان معنيان معقولان و
كون الشيء عين[3] شيء آخر، و هو غير معقول. هذا محصّل كلامه. لكن في عبارته خطأ فاحش!
و هو أنّه قد اخترع «لصار»
اسم مفعول و هو «المصير»، و نصب به «إيّاه»[4]. و الفعل الناقص ليس بمتعدّ و لا واقع على شيء. و خبره ليس بمفعول،
بل إنما هو لتقرير الفاعل على صفة. و لو فرضنا فرض محال! أنّ له مفعولا فليس
المصير اسم مفعول، بل هو مصدر، يقال: «صرت إلى فلان مصيرا»، قال اللّه- تعالى-:وَ إِلَى
اللَّهِ الْمَصِيرُ و لو فرضنا أنّه اسم مفعول فكيف يكون له مفعول؟ فلا يقال: زيد ضارب
عمرا و عمرو مضروب زيدا، بل: مضروب زيد أو مضروب لزيد. فهذا كما ترى[5] خطأ في خطأ! [27]. و كأنّه إنّما وقع فيه لما وجده في المتن: «إن كان المعدوم[6] ثانيا و مصيرا إيّاه»[7]. و
أظنّ أنّ الشيخ قال: «و صائرا إيّاه» لأنّ الكلام في صيرورة الأوّل ثانيا، فهو صائر إيّاه،
فطغى فيه قلم الناسخ.