أقول : الرطوبة فسّرها الشيخ ـ على ما حكي [١] ـ بأنّها كيفيّة تقتضي سهولة حصول الأشكال والاتّصال والتفرّق.
والإيراد بلزوم كون النار أرطب من الماء وكذا الهواء [٢] مدفوع بأنّ سهولة التشكّل في النار ـ التي تلينا بسبب مخالطة الهواء والنار الصرفة ـ ليست كذلك.
وأمّا الهواء فإنّه لمّا كان جرمه أرقّ كان تشكّله أسهل ، ولكنّ الكيفيّة المقتضية في الماء أزيد وإن كان القابل أنقص.
والجمهور يطلقون الرطوبة على البلّة لا غير ، فالهواء ليس برطب عندهم [٣].
وعند الشيخ أنّه رطب ، وجعل البلّة هي الرطوبة الغريبة [ الجارية على ظاهر الجسم ، كما أنّ الانتفاع هو الرطوبة الغريبة ] [٤] النافذة إلى باطنه ، والجفاف عدم البلّة عمّا من شأنه أن يبتلّ ، واليبوسة مقابلة للرطوبة [٥].
قال : ( وهما مغايرتان للّين والصلابة ).
أقول : اللين والصلابة من الكيفيّات الاستعداديّة.
[١] حكاه العلاّمة في « كشف المراد » : ٢١٢ ، وانظر : « الشفاء » لطبيعيات ٢ : ١٥٤. [٢] راجع « المباحث المشرقيّة » ١ : ٣٨٩ ؛ « نهاية المرام في علم الكلام » ١ : ٤٩٠ ـ ٤٩٢ ؛ « شرح المواقف » ٥ : ١٨٤ ـ ١٨٥ ؛ « شرح المقاصد » ٢ : ٢٣٤ ؛ « شرح تجريد العقائد » : ٢٣١. [٣] « شرح الإشارات والتنبيهات » ٢ : ٣٤٦ ؛ « نهاية المرام في علم الكلام » ١ : ٤٩٢. [٤] الزيادة أثبتناها من « كشف المراد » : ٢١٢. [٥] « الشفاء » الطبيعيّات ٢ : ١٥١ ـ ١٥٢ ؛ « شرح الإشارات والتنبيهات » ٢ : ٢٤٦ ؛ « نهاية المرام في علم الكلام » ١ : ٤٩٣.