والمقلوع ، أو القارع بالإمساس العنيف والمقروع المتكيّف بكيفيّة الصوت عند مقاومة المقلوع للقالع والمقروع للقارع ـ إلى الصماخ ؛ ولهذا يدرك الجهة ويسمع صوت المؤذّن من كان في جهة تهبّ الريح إليها وإن كان بعيدا ، ولا يسمعه غيره وإن كان قريبا.
ويتأخّر السماع عن الإبصار ؛ لتوقّف الأوّل على حركة الهواء دون الثاني.
ويشهد على ذلك أنّا إذا رأينا من البعيد إنسانا يضرب الفأس على الخشب رأينا الضرب قبل سماع الصوت.
والمصنّف ; مال إلى هذا هاهنا.
وأورد عليه : بأنّ الصوت قد يسمع من وراء الجدار المحيط بالسامع من جميع الجوانب ، والهواء لا يحمل الكلمة المخصوصة ما لم يتشكّل بشكل مخصوص في الخارج ، مع امتناع بقاء الشكل على حاله لو أمكن نفوذ الهواء.
وأجيب عنه : أنّ شرط السماع بقاء الهواء على كيفيّته التي هي الصوت المتفرّع على التموّج ، ولا يبعد أن ينفذ الهواء في المنافذ الضيّقة متكيّفا بالكيفيّة التي هي الصوت المخصوص [١].
والمراد بالشكل تلك الكيفيّة على سبيل التجوّز لا الشكل الحقيقي ، حتّى لا يتصوّر النفوذ به.
أقول : البصر ـ كما أفيد [٢] ـ قوّة مودعة في ملتقى العصبتين المجوّفتين اللتين
[١] : ٤١٩ وما بعدها و ٢ : ٢٩٢ وما بعدها ؛ « شرح المواقف » ٢ : ٢٧٣ ـ ٢٧٨ و ٥ : ٢٥٦ ـ ٢٦٨ ؛ « نهاية المرام » ١ : ٥٦٠ ـ ٥٧٤. [١] لمزيد الاطّلاع حول الإيراد والجواب عنه راجع « المحصّل » : ٢٦١ ـ ٢٦٢ ؛ « شرح المواقف » ٥ : ٢٦١ ـ ٢٧١ ؛ « شرح المقاصد » ٢ : ٢٧٦ ـ ٢٧٨ ؛ « نهاية المرام » ١ : ٥٦٤ ـ ٥٧١ ؛ « شرح تجريد العقائد » : ٢١١. [٢] انظر : « شرح المقاصد » ٣ : ٢٧٨ ؛ « شرح تجريد العقائد » ٢١١ ـ ٢١٢ ؛ « شوارق الإلهام » ٢ : ٣٧٧.