responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البراهين القاطعة نویسنده : الأسترآبادي، محمد جعفر    جلد : 1  صفحه : 345

المسألة الثالثة : في أنّ النفس الناطقة ليست هي المزاج.

قال : ( وهي مغايرة لما هي شرط فيه ؛ لاستحالة الدور ).

أقول : لمّا كانت النفس الإنسانيّة مرقاة لمعرفة الصانع وصفاته ، أراد بيان أحوالها.

اعلم أنّه ذهب المحقّقون إلى أنّ النفس الناطقة مغايرة للمزاج [١] ، خلافا لما حكي عن بعض الناس [٢] من أنّ النفس عين المزاج الذي ينتفي بتلاشي البدن.

واستدلّوا [٣] عليه بثلاثة أوجه :

الأوّل : ما ذكره الأوائل ، وهو أنّ النفس الناطقة شرط في حصول المزاج ؛ لأنّ المزاج إنّما يحصل من حصول العناصر المتضادّة المتسارعة إلى الانفكاك المجبورة على الاجتماع ، فعلّة ذلك الاجتماع يجب أن تكون متقدّمة عليه ، وكذا شرط الاجتماع وهو النفس الناطقة ، فلا تكون هي المزاج المتأخّر عن الاجتماع ؛ لاستحالة تقدّم الشيء على نفسه وتأخّره عنها. مع أنّ المزاج إذا كان موقوفا على الاجتماع ، والاجتماع موقوفا على النفس التي هي شرط له ، يستلزم كون النفس عين المزاج الأوّل.

وفي هذا الوجه نظر ؛ لأنّهم علّلوا حدوث النفس بالاستعداد الحاصل من المزاج ، فكيف جعلوا الآن علّة حدوث الاجتماع النفس؟!

قال : ( وللممانعة في الاقتضاء ).

أقول : هذا هو الوجه الثاني.


[١] انظر : « شرح الإشارات والتنبيهات » ٢ : ٢٩٨ وما بعدها ؛ « المباحث » : ٦٧ / ٩٢ ؛ « التحصيل » : ٧٢٩ وما بعدها.

[٢] كما في « الشفاء » ٢ : ١٥ ، الفصل الثاني من المقالة الأولى في النفس ؛ « شرح المواقف » ٧ : ٢٥٠ ؛ « شرح المقاصد » ٣ : ٣٠٥.

[٣] لاستيفاء البحث حول النفس والمناقشة فيها راجع « الشفاء » ٢ : ١٤ ـ ٢١ ، الفصل الثاني من المقالة الأولى في النفس ؛ « شرح الإشارات والتنبيهات » ٢ : ٢٩٨ وما بعدها ؛ « التحصيل » : ٧٢٩ ـ ٧٣٩ ؛ « شرح المقاصد » ٣ : ٣٠٣ ـ ٣١٦.

نام کتاب : البراهين القاطعة نویسنده : الأسترآبادي، محمد جعفر    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست