نام کتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 275
فقال «يا الغلامان» فأدخل حرف النداء على ما
فيه الألف و اللام.
و قال الآخر:
[212]
فديتك يا
الّتي تيّمت قلبي
و أنت بخيلة
بالودّ عنّي
فقال «يا التي» فأدخل حرف النداء على ما فيه
الألف و اللام؛ فدلّ على جوازه.
و الذي يدل على صحة ذلك أنّا أجمعنا على أنه
يجوز أن نقول في الدعاء «يا اللّه اغفر لنا» و الألف و اللام فيه زائدان؛ فدل على
صحة ما قلناه.
و أما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا
إنه لا يجوز ذلك لأن الألف و اللام تفيد التعريف، و «يا» تفيد التعريف، و تعريفان
في كلمة لا يجتمعان؛ و لهذا [212] هذا البيت من شواهد سيبويه (1/ 310) و
الزمخشري في المفصل (رقم 35 بتحقيقنا) و ابن يعيش في شرحه (ص 172) و أسرار العربية
للمؤلف (ص 93) و رضي الدين في شرح الكافية (1/ 132) و شرحه البغدادي في الخزانة
(1/ 358) و قوله «فديتك» قد روي «من أجلك يا التي» بإلقاء حركة الهمزة من «أجلك» و
هي الفتحة على النون قبلها و حذف الهمزة، و «تيمت قلبي» أي استعبدته و أذللته، و
قوله «بالود» هو كذلك في كتاب سيبويه و شرح الأعلم، و ورد في المفصل «بالوصل» و
محل الاستشهاد قوله «يا التي» حيث جمع بين حرف النداء و أل، مع أن أل في هذه
الكلمة لازمة لا يجوز إسقاطها؛ لأنها لازمتها من حال الوضع، و لهذا يزعم البصريون
أن هذا البيت أخف شذوذا من البيت السابق (رقم 211) لأن الألف و اللام في قول الشاعر
«فيا الغلامان» ليسا بلازمين، قال الأعلم:
«الشاهد فيه دخول حرف النداء على الألف و اللام
في قوله «يا التي» تشبيها بقولهم «يا اللّه» للزوم الألف و اللام لها، ضرورة، و لا
يجوز ذلك في الكلام» اه.
و قال ابن يعيش «و أما بيت الكتاب:
* من أجلك يا
التي تيمت قلبي- إلخ»
فشاذ قياسا و استعمالا، فأما القياس فلما في
نداء ما فيه الألف و اللام على ما ذكر، و أما الاستعمال فظاهر، فإنه لم يأت منه
إلا ما ذكر، و هو حرف أو حرفان، و وجه تشبيهه بيا اللّه من جهة لزوم الألف و اللام
و إن لم يكن مثله، و الفرق بينهما أن الذي و التي صفتان يمكن أن ينادى موصوفهما و
ينوي بهما صفتين كقولك: يا زيد الذي في الدار و يا هند التي أكرمتني، و يقع صفة
لأيها، نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا* و يا
أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ و ليستا اسمين، و لا
يكون ذلك في اسم اللّه تعالى؛ لأنه اسم غالب جرى مجرى الأعلام كزيد و عمرو» اه.
و قال أبو سعيد السيرافي: «كان أبو العباس لا
يجيز يا التي، و يطعن على البيت، و سيبويه غير متهم فيما رواه، و من أصحابنا من
يقول: إن قوله يا التي تيمت قلبي على الحذف، كأنه قال: يأيها التي تيمت قلبي،
فحذف، و أقام النعت مقام المنعوت» اه.
نام کتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 275