ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز نداء ما فيه الألف
و اللام نحو «يا الرجل و يا الغلام»، و ذهب البصريون إلى أنه لا يجوز.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن [149] قالوا: الدليل
على أنه جائز أنه قد جاء ذلك في كلامهم، قال الشاعر:
[211]
فيا الغلامان
اللّذان فرّا
إيّاكما أن
تكسباني شرّا
[211] هذان بيتان من الرجز المشطور، و قد
استشهد بهما ابن يعيش في شرح المفصل (ص 172) و رضي الدين في أثناء باب توابع
المنادى من شرح الكافية (1/ 132) و شرحهما البغدادي في الخزانة (1/ 358 بولاق) و
الأشموني (رقم 879) و ابن عقيل (رقم 309) و قوله «إياكما أن تكسباني شرا» روى في
مكانه «إياكما أن تعقبانا شرا» و هو تحذير، و تقديره: احذرا من أن تكسباني شرا، و
يجوز في حرف المضارعة في «تكسباني» الفتح على أنه مضارع كسب الثلاثي و الضم على
أنه مضارع أكسب، و كل أهل اللغة يجيزون أن تقول «كسب زيدا مالا، أو علما» إلا ابن
الأعرابي فإنه كان يوجب أن تقول «أكسبت زيدا مالا» بالهمزة. و محل الاستشهاد قوله
«فيا الغلامان» حيث جمع بين حرف النداء و أل، و البصريون يقررون أن الجمع بين حرف
النداء و أل جائز في موضعين: أحدهما في نداء اسم اللّه تعالى في نحو قولك «يا
اللّه» و ثانيهما فيما تحكيه من الجمل نحو أن تسمي رجلا «الرجل منطلق»، و فيما عدا
هذين لا يجوز الجمع بين حرف النداء و أل في الاختيار، و أما الكوفيون فقد أجازوا
ذلك اعتمادا على ما ورد منه في نحو البيت المستشهد به، و نحو قول الآخر و هو من
شواهد الأشموني (رقم 878):
عباس يا الملك
المتوج و الذي
عرفت له بيت
العلا عدنان
[1] انظر في هذه المسألة: شرح ابن يعيش على
المفصل (ص 171 ليبزج) و كتاب سيبويه (1/ 310) و شرح الأشموني مع حاشية الصبان (3/
125) و تصريح الشيخ خالد الأزهري (2/ 216) و أسرار العربية للمؤلف (ص 93 ليدن) و
شرح رضي الدين على الكافية (1/ 128 و 132).
نام کتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 274