responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين نویسنده : ابن الأنباري    جلد : 1  صفحه : 276

لا يجوز الجمع بين تعريف النداء و تعريف العلمية في الاسم المنادى العلم نحو «يا زيد» بل يعرّى عن تعريف العلمية و يعرّف بالنداء؛ لئلا يجمع بين تعريف النداء و تعريف العلمية، و إذا لم يجز الجمع بين تعريف النداء و تعريف العلمية فلأن لا يجوز الجمع بين تعريف النداء و تعريف الألف و اللام أولى، و ذلك لأن تعريف النداء بعلامة لفظية، و تعريف العلمية ليس بعلامة لفظية، و تعريف الألف و اللام بعلامة لفظية، كما أن تعريف النداء بعلامة لفظية، و إذا لم يجز الجمع بين تعريف النداء و تعريف العلمية و أحدهما بعلامة لفظية و الآخر ليس بعلامة لفظية فلأن لا يجوز الجمع بين تعريف النداء و تعريف الألف و اللام و كلاهما بعلامة لفظية كان ذلك من طريق الأولى‌ [1].

و أما الجواب عن كلمات الكوفيين: أما قوله:

* فيا الغلامان اللّذان فرّا*

 

 

 

[211] فلا حجّة لهم فيه؛ لأن التقدير فيه «فيا أيها الغلامان» فحذف الموصوف و أقام الصفة مقامه، و كذلك قول الآخر:

* فديتك يا الّتي تيّمت قلبي*

 

 

 

[212] حذف الموصوف و أقام الصفة مقامه، على أن هذا قليل، إنما يجي‌ء في الشعر؛ [150] فلا يكون فيه حجّة، على أنه سهّل ذلك أن الألف و اللام من «التي» لا تنفصل منها، فنزلت بعض حروفها الأصلية، فيتسهل دخول حرف النداء عليها.

و أما قولهم «إنّا نقول في الدعاء يا أللّه» فالجواب عنه من ثلاثة أوجه:

أحدها: أن الألف و اللام عوض عن همزة «إله» فتنزلت منزلة حرف من نفس الكلمة، و إذا تنزّلت منزلة حرف من نفس الكلمة جاز أن يدخل حرف النداء عليه، و الذي يدل على أنها بمنزلة حرف من نفس الكلمة أنه يجوز أن يقال في النداء «يا


[1] هذه إحدى ثلاث علل ذكرها البصريون و أنصارهم، و العلة الثانية أن تعريف الألف و اللام تعريف العهد، و هو يتضمن معنى الغيبة؛ لأن العهد يكون بين اثنين- هما المتكلم و المخاطب- في شأن ثالث غائب عنهما، و النداء خطاب لحاضر، فلو جمعت بينهما لتنافى التعريفان، و العلة الثالثة أن المنادى المقرون بأل إما أن يبنى و إما أن يعرب، و كلاهما مشكل، أما البناء فوجه إشكاله من جهتين:

الأولى أن الألف و اللام من خصائص الأسماء؛ فهي تبعد الاسم من شبه الحرف الذي هو علة البناء، و الجهة الثانية أن الألف و اللام معاقبة للتنوين، فهي كالتنوين، فكأن الاسم المقترن بهما منون فمن أجل ذلك استكرهوا دخول الألف و اللام مطردا في المنادى المبني، و أما الإعراب فوجه إشكاله أن العلة التي من أجلها بنوا المنادى- و هي وقوع المنادى موقع الضمير، و مشابهته الضمير في الإفراد و التعريف- موجودة في ذي الألف و اللام إذا نودي، فكيف يعرب؟

نام کتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين نویسنده : ابن الأنباري    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست