و الذي يحتاج إليه أن يدل على أنه لا اعتبار بالنسب في الكفاءة و صحة
العقد، و الذي يدل على ذلك الإجماع المتكرر ذكره.
و أيضا ما
روي من أنه صلى الله عليه و آله و سلم أمر فاطمة بنت قيس [1] أن تنكح أسامة بن زيد
[2][1] و لم يكن كفؤا لها، لأنه مولى و هي حرة عربية.
و أيضا ما
روي من أن سلمان [3] خطب إلى عمر بنته فأنعم له بذلك[2] و كان
سلمان عجميا، فدل على أن الكفاءة في النسب غير معتبرة.
و أيضا قوله
تعالى وَ أَنْكِحُوا الْأَيٰامىٰ مِنْكُمْ[3] و كل ظاهر
في القرآن يقتضي الأمر بالنكاح هو خال من الاشتراط في النسب.
[1]
فاطمة بنت قيس بن خالد القرشية، الفهرية، كانت من المهاجرات الأول، طلقها زوجها
ثلاثا فتزوجت بأسامة بن زيد بأمر من النبي صلى الله عليه و آله و سلم، روت عن
النبي صلى الله عليه و آله و سلم و عنها الشعبي، و أبو سلمة، و النخعي و القاسم بن
محمد بن أبي بكر و آخرون. ماتت في زمن معاوية. انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد 8:
273، أسد الغابة 5: 526، تهذيب التهذيب 12: 471- 2865.
[2] أبو
محمد أسامة بن زيد بن حارثة بن شرحبيل الكلبي استعمله رسول الله صلى الله عليه و
آله و سلم على جيش فيه أبو بكر و عمر، و عمره ثماني عشرة سنة، روى عن النبي صلى
الله عليه و آله و سلم و عن أبيه، و أم سلمة و عنه ابناه الحسن و محمد و ابن عباس
و أبو هريرة و أبو عثمان النهدي و أبو وائل و غيرهم. مات سنة 58 ه انظر: الإصابة
في تمييز الصحابة 1:
31- 89،
الطبقات الكبرى لابن سعد 4: 61، تهذيب التهذيب 1: 182- 391.
[3] أبو
عبد الله سلمان الفارسي مولى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم منزلته عظيمة
أول الأركان الأربعة، و كفى في فضله قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم: «سلمان
منا أهل البيت» و من حواريى أمير المؤمنين عليه السلام روى عن النبي صلى الله عليه
و آله و سلم، و عنه أنس، و ابن عباس، و أبو سعيد الخدري، و أبو عثمان النهدي، و أم
الدرداء و غيرهم، مات سنة 36 ه. انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد 7: 318، أسد
الغابة 2: 328، تهذيب التهذيب 4: 1214- 233، رجال الطوسي: 20، 43، الخلاصة: 84،
معجم رجال الحديث 8: 186.
[3]
صحيح مسلم 2: 1114- 36، سنن أبي داود 2: 285- 2284، سنن الترمذي 3: 441- 1135،
مسند أحمد 6: 412، سنن الدارمي 2: 135، أحكام القرآن للجصاص 2: 128.
[5]
المبسوط 5: 23، و حكاه في البحر الزخار 4: 50 عن أصول الأحكام.