فأقبل على الناس فقال: «أصدق ذو اليدين»؟ فقالوا: نعم.
و في خبر
آخر: «أنه أقبل على أبي بكر [1] و عمر خاصة فقالا: نعم[1] فأتم ما
بقي من صلاته، و سجد سجدتين و هو جالس بعد التسليم[2][3].
فموضع
الاستدلال: أنه عليه السلام تكلم في الصلاة ناسيا، و تكلم بعد ذلك و هو يعتقد أنه
خرج من الصلاة، ثم أتم و بنى على صلاته، فدل على أن الكلام مع النسيان لا يبطل
الصلاة، و عند أبي حنيفة أن هذا الكلام يبطل الصلاة[4].
فإن قيل:
هذه القصة كانت في صدر الإسلام، حيث كان الكلام مباحا في الصلاة ثم نسخ.
قلنا: إباحة
الكلام في الصلاة قبل الهجرة ثم نسخ بعدها، ألا ترى أن عبد الله بن مسعود قال:
قدمت على النبي صلى الله عليه و آله و سلم من أرض الحبشة فسلمت عليه، فلم يرد علي.
ثم قال: «و
إن مما أحدث الله ألا يتكلموا في الصلاة»[5].
[1]
أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة بن عامر القرشي التيمي، ولد بعد عام الفيل بسنتين،
رافق النبي صلى الله عليه و آله و سلم في الغار، تولى الخلافة بعد النبي صلى الله
عليه و آله و سلم و روى عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم و عنه عمر، و عثمان، و
عبد الرحمن بن عوف، و زيد بن ثابت، مات سنة 13 ه. انظر: أسد الغابة 3: 205،
الإصابة في تمييز الصحابة 2: 341- 4817، المعارف لابن قتيبة: 167، تذكرة الحفاظ 1:
2، رجال الطوسي: 22- 2.[2]
السنن الكبرى للبيهقي 2: 367.
[3] السنن
الكبرى للبيهقي 2: 335، صحيح مسلم 1: 403- 97، سنن الدار قطني 1: 366- 1، سنن
الدارمي 1: 351، سنن الترمذي 2: 247- 339، سنن النسائي 3: 22- 24، مسند أحمد 2:
459- 460، سنن أبي داود 1: 264- 1008، الموطأ 1: 93- 58، نصب الراية 2: 67- 68.
[5]
الهداية للمرغيناني 1: 61، شرح فتح القدير 1: 344، المبسوط للسرخسي 1: 170، اللباب
في شرح الكتاب 1: 85، الاستذكار لابن عبد البر 2: 226، بداية المجتهد 1: 122.
[6] سنن
أبي داود 1: 243- 924، سنن النسائي 3: 19، نصب الراية 2: 69، جامع الأصول 5: 485-
3689، السنن الكبرى للبيهقي 2: 356، مسند الشافعي (ضمن كتاب الام) 8: 650 و 651.