و هذه القصة كانت بعد الهجرة، لأن أبا هريرة أسلم بعد الهجرة بسبع
سنين، على أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم سجد للسهو، و لو كان الكلام مباحا
لم يسجد.
و في بعض
الأخبار: إن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لما أقبل على الناس و سألهم أومأوا
أن نعم و لو كان الكلام مباحا لتكلموا[1].
فأما ذو
اليدين فكان يعتقد أن الصلاة قد قصرت، و أنه قد خرج من الصلاة، لأن الظاهر من
أفعال النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنها تقع موقع الصحة فاعتقد ذلك، فلم تبطل
صلاته بالكلام.
و أما ما
روي في بعض الروايات أن ذا اليدين قال: بل نسيت[2] و هذا يدل
على أنه ما اعتقد قصر الصلاة، و أنه تكلم عامدا.
فالجواب
عنه: أنه يجوز أن يكون قوله: بل نسيت في ظني و تقديري، لأن القطع هناك غير ممكن، و
لم يعلم أن الظن ها هنا يقوم مقام العلم.
و يمكن أيضا
أن يكون ذو اليدين قد أعاد الصلاة وحده، لأنه تكلم عامدا، و إن لم ينقل ذلك إلينا.
فأما باقي
الناس الذي سألهم عليه السلام فقال: «أ حقا ما يقول ذو اليدين»- أبو بكر، و عمر
خاصة على بعض الروايات-[3] فالصحيح أنهم أومأوا أن نعم و لم يتكلموا، و
قد يقال فيمن أومأ أن نعم أنه قال: نعم.
و روي في
هذا الخبر أن الناس أومأوا أن نعم، لما سألهم النبي صلى الله عليه و آله و سلم.
[1]
سنن أبي داود 1: 65- 1008، سنن الدار قطني 1: 366- 1، جامع الأصول 5: 539،
الاستذكار لابن عبد البر 2: 223 و 231.
[2] سنن
أبي داود 1: 265- 1008، سنن الدار قطني 1: 366- 1، جامع الأصول 5: 539.