نام کتاب : مجموعة الرسائل التسعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 335
لا مجرد التقليد و التخمين و كما ان النطفة و المادة الجنينية تحولت
لنقصانها فى الحياة الجسمانية الى مرتبه الطفولية و كذا مرتبه الطفولية تحولت الى
مرتبه اخرى فوقها حتى بلغت الغاية فى الحياة الجسمانية و النشو البدنى فوقفت عندها
و لم تتحول الى نورانية اخرى فى هذا العالم الا ان لها ان ينهج منهجا و يسلك مسلكا
غير هذا المذهب الطبيعى الجسمانى فكذلك الانسان اذا شرع فى ادراك الاوليات و
البديهيات فيكون ذلك اوّل سفره الى عالم الملكوت و حياته النفسانية بحسب هذه
المرتبة بإزاء الحياة الجسمانية للاجنة الّتي فى بطون امهاتهم فيكون قابلة للتحول
لنقص درجتها و يكون فى كل تحول فساد و فسخ للحياة السابقة و هكذا الحال فى التحول
من كل تقليد الى تقليد اخر الى ان بلغت قوته فى قبول الحياة النفسانية الى درجة
البصيرة الباطنية فحصلت له ح الحياة التامة القلبية التى هى مبد العلم العيانى و
القدرة التامة الاخروية التى تحضر صورة الاعيان متى شاء و اراد فى عالم الجنان كما
قال تعالىوَ لَهُمْ ما
يَدَّعُونَو قال أيضافِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَ
تَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَ أَنْتُمْ فِيها خالِدُونَفخلص من الموت و بطل منه التحوّل من دنيا الى دنيا و ارتفع منه النسخ
الّذي هو موت المقلدين كما ورد فى الحديث النبوى ص انه اذا صار اهل الجنّة الى
الجنة و اهل النار الى النار فى حال العذاب يجاء بالموت على صورة كبش املح فيوضع
بين الجنة و النار فيضجعه الروح الامين و يأتى يحيى ع و بيده الشفرة فيذبحه و يقال
لساكن الجنة و النار خلود بلا موت و فيه اشارة الى ان فى العالم النفسانى المتوسط
بين الحياة البدنية و العقلية المحضة يجاء بصورة البهيمة البدنية بها يكون موت
النفس و يقطع مادتها و حسم آفاتها و ذبح قوتها بالعرفان يكون الحياة العقلية للنفس
و الروح الامين هو مخرج النفوس من القوة الى الفعل بافاضة الحياة العلمية عليها و
يحيى كناية عن القوة العقلية من الانسان الّذي يصير عقلا بالفعل بتأييد الملك
المقدس المفيض للحقائق باذن اللّه فاذا ارتفع الجهل من النفس ارتفع الموت الابدى
نام کتاب : مجموعة الرسائل التسعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 335