نام کتاب : مجموعة الرسائل التسعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 298
فيه فكذا الحكم فى العالم الكبير بالإضافة الى مدبّر السّماوات و
الارض و هو الحى القيّوم الّذي لا تأخذه سنة و لا نوم فان بفيض جوده يدور عالم
السماء دوران الرحى من الماء و ليس للماء ان يعلم ميزان حركة الرحى من حيث هو آلة
مسخرة للمدبر الرحوى فلا فعل للماء فى تحريك الرحى الا بموجب إرادة الرحوى و تقدير
فكره و لو لم يكن المدبر و تدبيره لحزب بناؤه سريعا فكك لو لم يكن امر اللّه و
قوله و ارادته لانهدم بناء الافلاك و انجر الى البوار و الهلاك فالحق القيوم تعالى
اقام العالم فى طاعته ظاهر او باطنا على نهج واحد مستقيم ما من دابة الا و هو اخذ
بناصيتها ان ربى على صراط مستقيم فهو الاول و الاخر و الظاهر و الباطن و هو بكلّ
شيء عليمتنبيه اخرثم لا يخفى عليك ان لكل آية فى عالم النفس مظهرا
خاصا له خيّر خاص كالبصر فانّ لمظهره و هو العين موضعا معيّنا و ليس للقوة الباصرة
مكان و خيّر كما هو التحقيق فان لون المبصرات ليس مكانا لادراكه و لا لصورتها
الارتساميّة مكان و وضع يقبل الاشارة الحسّية فاذا لم يكن للصورة الحاضرة عند
المدرك وضع و قبول للاشارة فكذلك القوة المدركة لها و هكذا حال ساير الحواس و مشاهدها
و نشاءاتها الملكوتية فما ظنك بما فوقها فكل من ظواهر آيات النفس امور مكانيه و
بواطنها امور لا مكانيه فانظر من ثقب هذه المشكاة مصباح نور السموات و الارض
فالنفس العلامة المدرة التى تدرك هده الآيات و ملكوتها ليست يحتاج فى نيلها الى ان
ينزل فى مكان دون مكان و لا أيضا مما يغيب و يزول عن مكان الى مكان فلا يختص
وجودها بالباطن دون الظاهر و لا بالشهادة دون الغيب فهو الشاهد الغائب العالى
الدانى و هو عالم الغيب و الشهادة السميع البصير فلها ان يسمع كلام الداعى فى سماع
السمع و يستجيب عن دعائه فى ارض الذوق التى ينبت نبات البدن و مع ذلك ليس لها موضع
يختص به لا فى اعلى سماء البدن و دماغه و لا فى اسفل ارض قدمه و لها أيضا ان قراءة
بنور البصر كتابا كتب جوابه من طريق اليد من غير ان يتحرك من موضع الى موضع بل
جميع المواضع و الاماكن فى عالمها يقوم بها عالية و سافلة و يفعل بفعلها كل الآلات
و
نام کتاب : مجموعة الرسائل التسعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 298