responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 79

مجهولا.

فالمعلوم إما مجرد عما سواه أو عما يقارنه مقارنة مؤثرة، و إما مخالط بغيره مخالطة مؤثرة:

الأول يمسى" معقولا"، يمكن حمله على الكثرة المختلفة في اللواحق المتساوي في نسبتها إليه لخلوه عن الملابس كالعريان يتلبس بأي ثوب اتفق و لا يأباه.

و الثاني يسمى" محسوسا"، سواء كان مبصرا أو ملموسا أو مشموما أو مذوقا أو مسموعا أو متخيلا أو متوهما.

و كما أن المعلوم إذا كان وجوده الإدراكي في جسم أو جسماني كالمشاعر، كان محسوسا لا معقولا، لمصادفة عوارض غريبة و انفعالات مادية يمنع انطباعه لأعداد كثيرة.

و إذا كان في جوهر غير جسماني كان معقولا لا محسوسا، لخلوه عما يمنعه عن مطابقة كثيرين.

كذلك كل قوة جسمانية تدرك صورة فتلك الصورة لا محالة تحل مادتها إذ لو كانت تحلها مجردة عن المادة لكان لتلك القوة قوام و وجود دون المادة فلم يكن جسمانية، هذا خلف.

فحينئذ لا يخلو الصورة مما يوجب محسوسيتها و عدم انطباقها للكثرة.

و كل جوهر قدسي تدرك صورة، تدركها معقولة غير ممتنعة الاشتراك، لعدم المادة و سلاسلها و أغلالها.

فقد تحقق بما ذكرناه أن مدار العاقلية و المعقولية على كون الشي‌ء مجردا بالكلية عن المادة.

و مدار الحاسية و المحسوسية على كون الشي‌ء متعلقا بها نوع تعلق، و إن كان مدار الإدراك مطلقا على تجريد ما.

لكن التعقل إنما يكون بتجريد تام و نزع محكم.

و سائر الإدراكات الحسية بتجريدات ناقصة متفاوتة المراتب. و الدليل عليه أنه لو لم يحدث في الحاس أثر من المحسوس لاستوى حالتاه قبل الإحساس و بعده، و لو لم يكن مناسبا له لما كان أثرا منه فلم يكن حصول ذلك الأثر في الحاسة إحساسا له، فلا

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست