responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 80

محالة يكون صورته متجردة عن المادة و إن كانت مع غشاوة ما من كم و كيف و وضع و متى.

فإن قلت: لم صار الوضع إذا قارن الجسم صيره مشارا إليه محسوسا، و إذا قارن الجوهر العاقل لم يصيره كذلك؟

قلت: لأنه إذا قارن الجسم أو الجسماني أثر فيه كما ذكرنا، و إذا قارن المدرك لم يؤثر فيه إذ لو كان مؤثرا لكان يعدم المدرك عند رفعه كما أن المتخيل لا يخلو من اقتران عوارض غريبة مؤثرة فيه حتى لو ارتفعت عنه لم يكن متخيلا.

و المعقول لا يأبى كونه معقولا عن تجرده عن العوارض و اقترانه بها لعدم تأثيرها فيه.

الثالثة

أن ما ذكرناه من التجريدات إنما يكون في العلوم الصورية و ليس من شرط كل إدراك أن يكون بصورة ذهنية.

و ذلك لأن العاقل يدرك نفسه بعين ذاته، يعني صورته التي هو بها هو، لا بصورة على ذاته كما يظهر لمن راجع وجدانه في علمه بذاته، فإن كل إنسان يدرك ذاته على وجه يمنع فيه الشركة. و لو كان هذا الإدراك بصورة حاصلة في النفس فهي كلية، و إن كانت مجموع كليات تختص جملتها بنفس واحدة فلا يخرج عن احتمال صدقها على كثيرين.

و أيضا، النفس تشير إلى ذاتها ب" أنا"، و إلى ما عداها و إن كان أمرا قائما بها ب" هو"، لكونه زائدا عليها.

فعلم النفس بذاتها ليس سوى ذاتها.

و ربما يدرك غيره أيضا لا بحصول صورة منه ذهنية، كما تدرك النفس المجردة بدنها الخاص الذي تحركه و تصرف فيه و قوته المتفكرة التي تستخدمها في تفصيل الجزئيات و تركيبها و ترتيب الحدود الوسطى.

و بذلك الاستخدام تنتزع الكليات من الجزئيات، و تأخذ النتائج من المقدمات فتدرك تلك الأشياء جميعا.

و كذلك تدرك قوتها الوهمية و الخيالية الشخصيتين لا بوهم و خيال آخرين مع أن الوهم ينكر نفسه.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست