نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 72
مباينا لها أو غير مباين أو يكون أمرا غير مفارق عنها.
و اعترض بعض المحشين للشرح القديم بأنه إن أراد بالجسمية الجسمية
المطلقة فنختار أن العلة للتشكل أمر عارض لها و اللازم منه ليس إلا إمكان أن يتشكل
الطبيعة المطلقة بشكل آخر فيلزم إمكان تركبها من الهيولى و الصورة و لا محذور فيه،
إذ ليس هذا خلاف المفروض و لا يلزم منه إمكان تشكل الصورة المجردة بشكل آخر لأن
العارض للطبيعة يجوز أن يكون عين التشخص أو داخلا فيه فلا يمكن زواله، و إن أراد
بالجسمية الجسمية المخصوصة فنختار أن علة التشكل هي الجسمية المخصوصة أو لازمها و
لا يلزم منه شيء من المحذورين أي اتفاق الأجسام في شكل واحد أو إمكان تشكل بعد تشكل.
هذا خلاصة كلامه، و يقرب منه ما أفاده السيد المحشّي من أنّ الشكل
المطلق معلول للجسمية المطلقة و الشكل المخصوص معلول للجسمية المخصوصة و لا محذور
فيه، و تفصيله: أنه إن أريد بالشكل الشكل المطلق نختار أن علّته الجسمية المطلقة
أو لازمها و اللازم منه اشتراك الأجسام في مطلق الشكل و لا استحالة فيه إنما
المحال اشتراك الجميع في شكل مخصوص كالكروية مثلا، و إن أريد به الشكل المخصوص
نختار أن علية الجسمية المخصوصة المفروضة التجرد، فلم يلزم الاشتراك و لا إمكان
الزوال.
أقول: الكلام في تخصص الصورة المفروضة التجرد عن المادة بعينه
كالكلام في تشكلها بلا فرق فإن هوية تلك الصورة إما لنفس الجسمية المطلقة أو
لازمها فيلزم عدم تعددها أو لأمر عارض و هو يستدعي وجود المادة، و الحاصل أن
اختلاف الأشخاص و التغاير في الامتداد لا يتصور إلا بعد تحقق المادة فالمحقق
اللازم في الشق الذي فرض كون الجسمية علة إنما هو شيء واحد هو نفي التعدد و
التغاير في الأجسام لكن المصنف رتب عليه الاتفاق في الشكل تعبيرا عن الشيء بلازمه
للتوضيح و الفاضلان المحشّيان أسقطا اسم المادة عن الصورة المفروضة التجرد و حرّما
التلفظ به قولا دون ما يتفرع على معناه من اللواحق و الغواشي فأمعنا في إبداء
احتمالات عائدة إلى العوارض المادية.
.
شرح الهداية الأثيرية ؛ ص73
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 72