responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 428

الأنوار و لا بينها و بين بعضها حجاب لما مر أنه من خواص الأبعاد و شواغل الأجرام، فيكون كل واحد منها يشاهد نور الأنوار و الأنوار العقلية أيضا. و المشاهدة غير الشروق و فيض الشعاع كما لا يخفى، و يؤيّده أن يعينك مشاهدة و شروق شعاع و هما متغايران، فحينئذ إذا تضاعفت الأنوار السانحة الفائضة هكذا فكيف مشاهدة كل عال و إشراق و نوره على سافل من غير واسطة أو بواسطة متضايفة الانعكاس، فيحصل من هذه الجهة جملة أخرى من الأنوار العقلية مثل ما حصل من الإشراقات. فتضاعف الأنوار الفائضة العرضية العقلية على الجواهر العقلية بسبب الانعكاسات الإشراقية و المشاهدية.

و إنما حصل من كل مشاهدة و إشراق نور عقلي، لأن الإشراقات الكثيرة المتعددة إذا وقعت على حي لا يغيب عن ذاته فيكون له حينئذ شعور بكل واحد منها و بزيادتها. فيحصل من كل واحدة من هذه الإشراقات و المشاهدات نور مجرد عقلي بخلاف ما إذا كانت الإشراقات المتعددة واقعة على ميت كالأجسام فإنها و إن تمايزت بتمايز العلل كالكواكب و السرج الواقعة على جسم لكنه لا يحصل منه بسببها أمور، إذ لا شعور له بتلك الإشراقات و لا بزيادتها. فيحصل عدد كثير من القواهر المترتبة بعضها من بعض باعتبار آحاد المشاهدات و آحاد الإشراقات و هي مترتبة في النزول العلي، و هي القواهر الأصول الأعلون. ثم يحصل من هذه الأصول بسبب تراكيب الجهات و مشاركاتها و مناسباتها كما بمشاركة جهة الفقر مع الشعاعات، و كذا بمشاركة جهة الاستغناء معها، و كذا بمشاركة جهة القهر معها، و كذا بمشاركة جهة المحبة معها و بمشاركات أشعة قاهر واحد بعضها مع بعض، و بمشاركات بعض أشعة بعض [و] مع بعض أشعة غيره أعداد كثيرة من العقول لا يحيط بها إلا الباري تعالى، كما قال:

وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [1] و يحصل من بعض الأصول بمشاركات أشعة الجميع سيما الضعيفة النازلة في الجميع مع جهة الفقر الثوابت و كرتها.

و كذا صور الثوابت المتناسبة باعتبار مشاركة بعض مع بعض و مع اعتبار جهة الاستغناء و المحبة و القهر و المناسبات العجيبة التي بين الأشعة الكاملة الشديدة و بين الأشعة البواقي الغير الكاملة من الضعيفة و المتوسطة يحصل الأنور، منها القاهرة أرباب‌


[1] سورة المدثر، الآية: 31.

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 428
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست