responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 427

و أقول: إنه مأخوذ من طريقة الشيخ شهاب الدين قدس سره في «حكمة الإشراق». فإنه بعد ما أثبت أن أنواع الأجسام متكافئة من وجوه و ليس لبعضها علّية بالقياس إلى البعض. أما السماويات، فلأن بعض الأفلاك أكبر جرما و أصغر كوكبا و بعضها بالعكس و كذا ...، [بعضها اشد سخافة و اقصر قطرا و ببعضها و بالعكس و الكواكب بعضها اشد نورية و اسفل مكانا و اصغر جرما و بعضها بالعكس‌] و أما العنصريات فلما وجد بينهما من التغالب كما بين الماء و النار و الإنسان و الأسد حيث لا يوجد نوع من بسائطها و مركباتها يكون له التسلط المحض و الغلبة المطلقة على نوع آخر منها و لانقلاب بعضها إلى بعض [بحسب‌] غلبة كيفياتها، فعلم من تكافئها إن لها عللا من خارج متكافئة غير مترتبة. و بيّن أيضا أن كرة الثوابت مشتملة على أجرام متباينة الصور و الطبائع كثيرة بحيث لا يمكن للبشر عدها و لا يحيط بكثرتها إلا خالقها و موجدها، فلا بد لها من علل غير محصورة العدد أو جهات غير معدودة. و جهات العقل الثاني غير وافية بصدورها، فظهر إن هذه الأشياء لا تنحل إلا على طريقة الإشراق.

حاول أن تبين طريقا آخر أجود و أمتن من طريقة المشّائين في ترتيب الوجود و كيفية ظهور الكثرة عن الواحد؟

فقال: إن العقول المجردة كثيرة جدا و لا بد لها من ترتيب فيحصل من المعلول الأقرب ثان و من الثاني ثالث، و هكذا رابع و خامس. و هكذا في النزول إلى أن يحصل في هذه السلسلة مبلغ كثير و كل واحد من هذه الأنوار العقلية لا حجاب بينه و بين النور الأول الواجبي. إذ الحجاب إنما هو من لوازم المادة و توابعها، فهي تشاهد النور الأول و يقع عليها شعاعه. ثم ينعكس النور من بعضها على بعض فكل عال يشرف على ما تحته في المرتبة، و كل سافل تقبل الشعاع من نور الأنوار بتوسط ما فوقه رتبة رتبة، حتى إن القاهر الثاني يقبل من الشعاع الفائض من نور الأنوار مرتين مرة بغير واسطة و مرة بواسطة النور الأقرب، و الثالث أربع مرات [ينعكس‌] مرتا صاحبه [عليه‌] و ما يقبل منه بغير واسطة و ما يقبل منه بتوسط النور الأقرب.

و الرابع: ثماني مرات أربع مرات من انعكاس صاحبه، و مرتا الثاني و مرة من النور الأقرب و مرة من نور الأنوار بغير واسطة. و هكذا تتضاعف الأنوار الفائضة العقلية إلى مبلغ كثير يعجز القوى البشرية عن الإحاطة به، فيحصل من كل واحد من هذه الإشراقات العقلية ممن كان و على من كان نور جوهري عقلي، فهذا أحد الوجوه الذي يتكثر الجواهر النورية بسببه. ثم إن هذه الأنوار لما لم يكن بينها و بين نور

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست