نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 398
تعالى إنما يفعل الخير لغرض من الأغراض العائدة إليه سواء كان ثوابا
في الآخرة أو نجاة من العقاب أو مدحا و تخلصا من مذمة، أو استكمال للنفس و تشبها
بالعالي، أو إزالة المحبة ما هو في معرض الزوال، أو الراحة عن الألم الذي يلحقه
لدقة القلب لعلاقة، أو غير ذلك. و أما المبدأ الأعلى فيفيض الخير بإرادته على
الممكنات بحسب ما يقبله كل أحد من غير بخل و لا عوض أصلا.
كما قال:أما
جوده فنقول الواجب لذاته أما أن يفعل بقصد و شوق إلى كمال، أو يفعل لأنه-أي فعله- نظام الخير في الوجود، فيوجد الأشياء على ما ينبغيمن الوجه الأحسنلا لغرض و شوقإلى كمال يحصل
له بالإيجاد و الإفادة.و
الأول محال لما بيّنا إن واجب الوجود ليس له كمال منتظر،فلو كان فعله لحصول كمال مطلوب له لزم أن يكون له حالة منتظرة، هذا
خلف.و القسم الثاني حق،و هو إنه يفيد وجود الأشياء على الوجه الأتم لا
لغرض و شوق يعود إليه،فهو
الجوادلا يقال لعل غرضه من
فعل الخير أمر يعود إلى غيره و هو إيصال كل مستحق إلى مطلوبه.
قلنا: ذلك الأمر لو لم يكن وجوده أولى عنده من عدمه لم يكن مقتضيا
لفاعليته و مرجحا لفعله، و إذا كان كذلك فلغيره مدخل في تتميم كمال له لا يتحقق
إلا بحصول تلك الأولوية. فقد علم أن الداعي له لإفاضة الخيرات من ذاته ليس إلا
علمه بوجوه الخير و مصالح الغير الذي هو عين ذاته و عين إرادته للخيرات.
و أما النقائص و الشرور الواقعة في ضرب من الممكنات و عدم وصولها إلى
كمالاتها المتصورة في حقها، فهي لقصور قابلياتها و نقص استعداداتها لا من بخل
الفاعل الحق تعالى عن ذلك، و قصور القابلية تنتهى آخر الأمر إلى لوازم المهيات
الإمكانية و متبعها الإمكان.
قال المعلم الثاني في «التعليقات» الأول تام القدرة و الحكمة و العلم كامل في جميع
أفاعيله و لا يدخل في أفعاله خلل البته و لا يلحقه عجز و لا قصور. و الآفات و
العاهات الطبيعية إنما هي تابعة للضرورات و لعجز المادة عن قبول النظام التام، و
تحقيق ذلك أن اسم الشر يطلق بحسب العرف العام على معنيين أحدهما: ما هو عدم محض كالموت
و الفقر و الجهل البسيط و أمثالها، فإنها عدميات محضة و هو على ضربين:
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 398