responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 393

إنما يكون لفقد ما هو المطلوب بالذات للفاعل، فلا يوجد للمجردات العقلية، فإرادتها خالية عن الشوق. فالواجب تعالى لبراءته عن الكثرة و النقص و لكونه تام الفاعلية يكون علمه بذاته و هو في غاية العظمة و الجمال و الكبرياء و الجلال عين ذاته و عين ابتهاجه بذاته الذي منبع لجميع الخيرات. و من ابتهج بشي‌ء ابتهج بجميع ما يصدر عن ذلك الشي‌ء من حيث كونها صادرة عنه، فالواجب تعالى يريد الأشياء لا لأجل ذواتها من حيث ذواتها، بل لأجل إنها صدرت عن ذاته، فالداعي له في إيجاد الأشياء إنما هو عين ذاته.

و قد علمت في «مبحث الغاية»، إن كل ما كانت فاعلية لشي‌ء على هذا السبيل كان فاعلا و غاية لذلك الشي‌ء، فإذن كما أن علمه بذاته عين ذاته و علمه بذوات الأشياء الصادرة عنه عين ذواتها على قاعدة الإشراقيين، فكذلك محبته لذاته عين ذاته و إراداته للأشياء عين ذاته بالذات من حيث كونه مبدءا لها و عين ذواتها بالعرض- أي من حيث كونها ناشئة عن محبة الذات- فإرادته للأشياء الخارجية- أي مريديته لها عند هذه الطائفة- هي كون ذاته تعالى بحيث يفيض عنه صور الأشياء معقولة له مشاهدة عنده مرضيا بها عنده على نظام هو أتم النظامات الممكنة خيرا و كمالا، لا أن يتبعه صور الأشياء اتباع الصورة للمضي و الإسخان للنار تعالى عزه عن ذلك علوا كبيرا، أو عند رؤساء المشائين القائلين بأن علمه بنظام الخير المقتضى له صور زائدة على ذاته يكون عين تلك الصور إذ هي عين علمه عندهم. و أما إرادته لفيضان تلك الصور المتقررة في ذاته على ما ذهبوا إليه، فهي عين ذاته و عين علمه بذاته، فعلى أي تقدير إرادته تعالى للفعل عين ذاته، لأنه عين علمه بذاته عين محبته لذاته المستلزمة لمحبة ما سواه كما عرفت. فكما إن لعلمه مراتب، فكذلك لإرادته و نفس وجود الأشياء الخارجية كما أنها نفس علمه بها فهي نفس رضاه لها.

و إلى ما ذكرنا أشير بقوله‌: أما إرادته فلأن كل ما هو معلوم عند المبدأ الأعلى و هو- أي ذلك المعلوم‌ خير و غير مناف لماهيته- فائض‌ خبران‌ من ذات المبدأ المقتضى لفيضانه، فذلك مرضى له و هذا هو الإرادة في حقه كما علمت. أما بيان إن كل ما هو معلوم له يكون خيرا، فلأن معلوماته مقتضياته فيكون خيرات لأن الواجب تعالى في غاية الشرف و المجد، فما يصدر عنه يجب أن يكون أشرف ما يمكن أن يوجد من شي‌ء. فإن الفيّاض المطلق و الفاعل الحق لا يقتضي الأخس و يترك‌

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست