responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 141

الأشكال إنما يتصف بكثرة عارضية غير طبيعية أعني الأضلاع و الزوايا و لا شك أن الوحدة في كل شي‌ء قبل الكثرة و إن ما بالطبع أقدم مما بالقسر و أيضا إثبات جميع الأشكال المضلعة يتوقف على إثبات الشكل الكروي و إثباته لا يتوقف على إثبات شي‌ء كما يظهر بمراجعة كتب الهندسة فيكون أقدمها بحسب الوجود العيني و العلمي جميعا.

و أما الثاني: فلأنه ذو مبدأ محدود و هو المركز و ذو غاية محدودة و هي المحيط و ذو واسطة محدودة و هي البعد بينهما و متى زيد أو نقص منه لم يكن كرويا و ليست الحال في الأشكال الأخر هكذا.

و أما الثالث: فلأنه يشتمل على شكل يكون قطره مساويا لقطره و لن يشتمل عليه شي‌ء مما هو مساو له في المقدار، و يدل على كروية الفلك من هذا السبيل قوله تعالى: إِنَّا لَمُوسِعُونَ‌ [1].

و أما الرابع: فلأن القانون الهندسية دال على أن الأشكال التي هي ذوات الأضلاع الكثيرة تنحل إلى ما هي أبسط منها اعنى المثلثات، ثم المثلثات قد تنحل بحسب تجزيتها إلى مثلثات أخرى و ليس هذا الصنع متأتّ في الشكل الكروي.

و أما الخامس: فلأن الجسم ذا الزاوية معرض للآفات بسبب عروضها للزاوية لخلو أطرافها عما يقويها على مقاومة المصادم بخلاف الكرة لتساوي جوانبها و عدم رجحان بعضها على بعض في عروض الآفة، و يدل على كروية الفلك من هذا السبيل قوله تعالى: فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى‌ مِنْ فُطُورٍ [2].

و أما أن أفضل الأشكال أليق بالجرم الفلكي فلأن الجرم الفلكي هو أكمل الأجسام فيجب أن يكون مختصا بهذا الشكل الذي هو أشرف الأشكال، فهذه حجة إقناعية على كروية الفلك ذكرها الشيخ الحكيم أبي الحسن العامري في كتاب «الأبحاث عن الأحداث» و الإمام الرازي في «المباحث المشرقية».

فصل في أن الفلك بسيط

أي: لم يتركب من أجسام مختلفة الطبائع بحسب الحقيقة، أي بحيث يكون‌


[1] سورة الذاريات، الآية: 47.

[2] سورة الملك، الآية: 3.

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست