responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 139

و الأولى أن يقال: أن لو كان كل واحد من الجسمين المتباينين محددا فإنما تتحدد به جهة القرب، و أما جهة البعد فلا يتعين بشي‌ء منهما أصلا لأن البعد عنهما أما في الداخل أو في الخارج و غاية البعد الخارج عن الجسم غير متحدد به كما علمت، و غاية البعد الداخلي عن أحدهما إنما يتحقق إذا كان كرويا و كانت نقطة المركز غاية البعد عنه فهي لا تكون غاية البعد عن الآخر لأن البعد الداخل في أحدهما خارج عن الآخر و البعد الخارج عن الجسم لا يتحدد به، و أيضا يلزم على تقدير تحدد إحدى الجهتين بالقرب من كل واحد من الجسمين المتباينين أن لا يكون تلك الجهة واحدة معينة بل يكون جهة الفوق مثلا جهتين مختلفتين يستلزم القرب من إحداهما البعد عن الأخرى لأن قرب كل جسم يستلزم البعد عن الجسم المباين له لكن الفوق جهة واحدة معينة يقصدها بعض الأجسام بالحركة المستقيمة و يتركها البعض الآخر، فلا يكون متحددا بقرب جسمين متباينين.

لا يقال: لنا أن نكتفي في تحديد الجهتين بجسمين متباينين باعتبار القرب فقط من غير احتياج إلى اعتبار البعد بأن يكون الجسمان المتباينان مختلفين بالطبع. و يتحدد بقرب كل منهما واحدة من الجهتين اللتين و هما الفوق و التحت، لأنّا نقول: لما كانت تانك الجهتان متقابلتين حتى أن أي بعد فرض من إحداهما كالفوق مثلا في كل جانب يمتد إلى الجهة الأخرى التي يقابلها و هي السفلى و بالعكس.

فعلى التقدير المذكور لا يلزم أن يكون البعد عن أحد الجسمين قربا من الآخر لاحتمال وقوعه في سمت غير الامتداد الواصل بينهما. فالبعد عن أحدهما الذي ليس قربا من الآخر تكون جهة حقيقية مغايرة لكل من جهتي القرب منهما إذ كل جهة راجعة إلى الجهة الحقيقية- كما مرّ ذكره- لكن المعلوم من الجهة الحقيقية ليس إلا الفوق و التحت فقد علم أن المحدد لو كان أجساما فيجب أن يكون بعضها محيطا بالآخر و به يحصل المطلوب لأن المحيط من تلك الأجسام إما أن يكون كرويا أو لا، فإن لم يكن كرويا لا يتحدد به إلا جهة القرب منه. و أما جهة البعد عنه فلا يتحدد أصلا سواء كان المحاط به كرويا أو غير كروي، لأن مركز المحاط و إن كان غاية البعد عنه لكن لا يكون غاية البعد عن المحيط الغير الكروي و إن كان المحيط كرويا فهو كاف في تحديد الجهتين باعتبار محيطه و مركزه على ما مر بيانه.

و يقع المحاط حشوا لا دخل له أصلا في تحديد الجهة من حيث هي جهة و إن‌

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست