responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 138

جسم يكون الآخر في غاية البعد عنه بالضرورة و إلا لتبدلت جهة السفل بالنسبة إلى ما هو أبعد منه‌ عن كونهما سفلا و صارت فوقا بالنسبة إليه‌ و لا يتحدد به‌- أي بالجسم الغير الكروي‌- غاية البعد أما إذا كان البعد خارجا فظاهر أنه لا يتجدد بالكروي و لا بغير الكروي إذ كل بعد يفرض أنه أبعد الأبعاد من جسم يمكن فرض بعد أبعد منه و ليس مرتبة من مراتب البعد أرجح بأن يكون ذلك الجسم محددا له دون غيرها.

و أما إذا كان البعد داخلا فلأن في غير الكرة لا يوجد حدّ يكون غاية البعد الداخلي عن محيطه فإن كل نقطة تفرض في المضلعات إذا كانت له غاية البعد عن حد يكون له غاية القرب من حد آخر، فإن الحدود في الجسم المضلع كالمكعب موجودة بالفعل، فكل نقطة تفرض فيه مائلة من النقطة الوسطية إلى واحد من السطوح تكون أبعد من الوسطية بالنسبة إلى السطح المقابل له فالنقطة الوسطية لا تكون غاية البعد بالنسبة إلى سطح ما فلا توجد في المضلع نقطة هي غاية البعد فعلى هذا لا يرد ما قيل أنه إن أريد بغاية البعد الداخلي غاية البعد عن مجموع نهايات الجسم من حيث هو مجموع، فلا، نسلّم أنه لا يتحقق في غير الكرة لجواز أن تفرض في المكعب نقطة يكون غاية البعد من مجموع نهاياته من حيث المجموع و إن لم يكن غاية عن كل واحدة منها و إن أريد غاية البعد عن كل واحدة من نهاياته فهذا المعنى كما لا يوجد في غير الكرة لا يوجد في الكرة أيضا إذ المركز ليس غاية البعد عن كل قطعة من محيط الكرة، لأنّا نقول: محيط الكرة سطح واحد و النقط الغير المركزية كلها أقرب إليه من المركز و اختلاف تلك النقط قربا و بعدا بحسب الأجزاء المفروضة في المحيط غير معتبر لابتنائه على مجرد الفرض و التوهم، و الأمور الغير المحققة غير معتبرة فيكون المركز غاية البعد فيه، فإن كان المحدّد جسما كرويا فيتحدد بمحيطه جهة القرب عنه و هي الفوق و بمركزه جهة البعد عنه و هو التحت، و إن لم يكن كرويا لا يتحدد به إلا إحدى الجهتين و هي الفوق دون الجهة الأخرى‌، فلا يتحدد به جهة السفل‌، فما فرضناه محدّد الجهتين لا يكون محددا لهما. هذا خلف‌ و إن كان‌ تحدد الجهات‌ بأجسام متعددة وجب أن يحيط بعضها ببعض و إلا- أي و إن لم يكن بعضها محيطا ببعض‌- لم يتعين بهما غاية البعد لأن ما هو أبعد عن بعضها فهو أقرب من الأخرى‌ في بعض الجهات‌ و كل ما يفرض غاية البعد عن بعضها لم يكن غاية البعد عن المجموع‌ بل يكون غاية القرب من البعض الآخر في الامتداد الواصل بينهما.

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست