الثالث: أن نشأة الوجود
لا تتضمّن إلّا وجودا واحدا مستقلّا 12، هو الواجب عزّ اسمه، و الباقي روابط و نسب
و إضافات.
الإضافة فيها متفرّعة على
الطرفين قائمة بهما. و تسمّى الإضافة المقوليّة.
2- ما يكون أحد طرفى
الإضافة فيها علّة لتحقّق الطرف الآخر و علّة للإضافة. و إن شئت فقل: إنّ الطرف
الآخر يوجد بالإضافة، بل هو عين الإضافة. و تسمّى الإضافة الإشراقيّة. فإنّ
الإضافة الإشراقيّة عند المشّائين نسبة توجد بين المعلول و علّته. و المعلول و هو
الطرف الموجود بالإضافة موجود مستقلّ، بينه و بين الطرف الآخر نسبة المعلوليّة، و
عند صدر المتألّهين المعلول وجود رابط هو عين الإضافة و الربط.
لا يخفى عليك: أنّه لا
يريد استفادة التوحيد من ما جاء في هذا الفصل، فإنّه ليس فيه ما يكفي لإثباته؛ و
إنّما مراده قدّس سرّه أنّه بعد ما تقرّر في محلّه من أنّ واجب الوجود- و هو
الوجود الذي تكون علّة و ليس بمعلول- واحد، يظهر بالالتفات إلى ما جاء في هذا
الفصل، من أنّ المعاليل وجودات رابطة، أن ليس في الوجود إلّا مستقلّ واحد.