أنّه لا يبقى موقع
للماهيّة؛ إذ الوجود إمّا واجب أو ممكن، و الواجب لا ماهيّة له، و كلّ ممكن معلول
فهو وجود رابط لا ماهيّة له أيضا. فاحتيج إلى بيان كيفيّة نشوء الماهيّة، فتصدّى
قدّس سرّه لذلك في هذا الفصل. و به يتّضح وجه تعرّضه لمباحث الماهيّة و الجواهر و
الأعراض. كما يتّضح أيضا قيمة تلك المباحث، و أنها مبنيّة على اعتبار الرابط
مستقلّا.
2- قوله قدّس سرّه:
«اختلاف نوعيّ، أو لا؟ بمعنى أنّ الوجود الرابط»
فليس المراد من الاختلاف
النوعيّ اختلاف ماهيّتين نوعيّتين، كالإنسان و الفرس؛ فإنّ الموضوع للحكم هنا هو
الوجود، لا الماهيّة. كما ليس المراد تباين الوجودات بتمام الذات، كما يذهب إليه
المشّاؤون؛ و لا اختلافها التشكيكي، كما هو الحقّ؛ فإنّ البحث فيها قد مرّ في
المرحلة الاولى.
بل الاختلاف النوعيّ هنا
مصطلح خاصّ، يراد به عدم إمكان النظر الاستقلاليّ إلى الرابط و عدم إمكان اعتباره
و فرضه مستقلّا، حتّى يصير ذا مفهوم مستقلّ، بعد ما كان رابطا ذا مفهوم غير
مستقلّ.