و حكوا عن المسيح عليه
السلام في الإنجيل أنّه قال: «ما يقدر أحد أن يتّبعني إلّا من قاده ربي إليّ.
و عن نبيّ من الاثني عشر
أنّه قال «و هل يكون في المدينة شر الّا و أنا فاعله».
و حكي عن اشعيا عن اللّه
عزّ و جلّ أنّه قال: «أنا فاعل الخير و الشرّ».
[معجزات النبي صلى الله
عليه و آله]
و إذ قد فرغنا من
الاستدلال بالقرآن على صدق نبيّنا عليه السلام في دعواه النبوّة فأجبنا عن مطاعن
المبطلين في القرآن، فلنذكر معجزاته الأخر و هي أكثر من أن تحصى، غير أنّا نذكر
منها الأظهر و الأشهر.
فمن معجزاته عليه السلام: مجيء
الشجرة لمّا قال لها: «أقبلي»، فجاءت إليه تخدّ الأرض خدّا، ثمّ قال لها: «أدبري»،
فعادت إلى مكانها[1].
و منها: تكثير الماء
القليل في مواطن.
و منها: حديث الميضاة في
غزوة تبوك، و الحديث أنّه عليه السلام توضّأ من ميضاة و بقي فيها ماء قليل، فقال
عليه السلام لأبي قتادة: «احتفظ به، فانّ لهذا الماء شأنا». و تقدّمهم العسكر،
فلمّا بلغهم عليه السلام ثار الناس في وجهه و قالوا: «العطش العطش»، فاستدعى
بالميضاة و وضع يده فيها، ففار الماء من بين أصابعه، حتّى شرب منه العسكر و
رواحلهم و دوابّهم.
و منها: في هذه الغزاة أيضا:
كان في طريقهم و شل و كان يكفي الراكب و الراكبين، فقال عليه السلام: «من سبق إلى
الماء فلا يأخذ منه شيئا، فلمّا جاءه أخذ بيده الماء و تمضمض منه و مجّه الى
الماء، فكثر حتّى شرب منه الجيش كلّه» ثمّ قال: «من بقي منكم فسيسمع أنّه يكون
لهذا الوادي شأن»، فكان ذلك الماء يسقي حافية[2].