نام کتاب : الأسماء و الصفات نویسنده : البيهقي، أبو بكر جلد : 1 صفحه : 627
تلفظهم أرضوهم، تقذرهم نفس
اللّه عز و جل، و تحشرهم النار مع القردة و الخنازير»[1] فهذا الحديث في النفس لا في النفس.
و قال أبو سليمان الخطابي
رحمه اللّه: قوله صلى اللّه عليه و سلم «ستكون هجرة بعد هجرة» معنى الهجرة الثانية
الهجرة إلى الشام يرغب في المقام بها و هي مهاجر إبراهيم عليه الصلاة و السلام، و
قوله صلى اللّه عليه و سلم «تقذرهم نفس اللّه تعالى» تأويله أن اللّه عز و جل يكره
خروجهم إليها و مقامهم بها، فلا يوفقهم لذلك، فصاروا بالرد و ترك القبول في معنى
الشيء الذي تقذره نفس الإنسان فلا تقبله.
و ذكر النفس هاهنا مجاز و
اتساع في الكلام، و هذا شبيه بمعنى قوله تعالى:
و الحديث تفرد به شهر بن
حوشب رضي اللّه عنه و روي من وجه آخر عن عبد اللّه ابن عمرو رضي اللّه عنهما
موقوفا عليه في قصة أخرى بهذا اللفظ، و معناه ما ذكره أبو سليمان من كراهيته
لمذكورين فيه و اللّه أعلم.
و أخبرنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد اللّه بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو النضر اسحاق بن
إبراهيم بن يزيد و هشام بن عمار الدمشقيان قالا حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا الأوزاعي
عن نافع و قال أبو النضر عمن حدثه عن نافع عن ابن عمر رضي اللّه عنهما أن النبي صلى
اللّه عليه و سلم قال: «سيهاجر أهل الأرض هجرة بعد هجرة إلى مهاجر إبراهيم عليه
الصلاة و السلام حتى لا يبقى الاشرار أهلها، تلفظهم الأرضون و تقذرهم روح الرحمن،
و تحشرهم النار مع القردة و الخنازير، تبيت معهم حيث باتوا، و تقيل معهم حيث
قالوا، و لها يسقط منهم». و ظاهر هذا أنه قصد به بيان نتن ريحهم، و أن الأرواح
التي خلقها اللّه تعالى تقذرهم، و إضافة الروح إلى اللّه تعالى بمعنى الملك و
الخلق و اللّه أعلم.
[1] الحديث أخرجه أبو
داود في كتاب الجهاد 3 باب في سكنى الشام 2482 بسنده عن عبد اللّه ابن عمرو قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: و ذكره. و أحمد بن حنبل في المسند 2:
84، 199، 209 (حلبي).