responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : استقصاء النظر في القضاء و القدر نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 79

على هذا القياس في الصور و الأعراض الحادثة [1]

المقدّمة الثانية

في كيفيّة حصول اليقين‌

قد عرفت فيما تقدّم أنّ النّفس مستعدّة لقبول فيضان العلوم الضروريّة و الكسبيّة، و أنّ كلّ حادث لا بدّ له من استعداد سابق، و لا شكّ أنّ اللّه تعالى و تقدّس حيث خلق النّفس البشريّة ناقصة، لعدم قبولها للصور العقليّة على سبيل الإبداع فيها، بل على سبيل الصنع، وجب استناد الاستعدادات المختلفة المراتب إلى أسباب تحدث فيها، فخلق اللّه تعالى البدن و جعل النّفس متعلّقة به تعلّق العاشق بمعشوقه لتستكمل‌ [2] بواسطته في قوى العلم و العمل، و خلق سبحانه و تعالى بحسب لطف عنايته في البدن قوى مخصوصة جسمانيّة، درّاكة للصور و المعاني، و حافظة لهما بعد الغيبوبة، فتدرك النّفس في مبدأ الفطرة بواسطة القوى الحسّاسة أصناف المحسوسات إدراكا غير تامّ، و لهذا لا يفرق الطفل بين أمّه و غيرها في ابتداء الخلقة، فإذا تكرّر منه الإحساس للأشخاص فرق بين أمّه و غيرها، و كذا باقي المحسوسات، فإدراك المحسوسات بواسطة الحواس، و إدراك العلوم الضروريّة الكلّيّة بواسطة الإحساس بالامور الجزئيّة، لأنّ الاستعداد للعلوم الضروريّة يحصل بواسطة إدراك الجزئيّات، فإنّ النّفس إذا أدركت زيدا و عمرا و فرسا و حجرا و سوادا، و تكرّرت الإحساس بذلك مرّة بعد اخرى، حصل له استعداد إدراك مشاركة بين زيد و عمرو ليست بينهما


[1] في «ل»: المادية.

[2] في «ل»: و استكمل، في «ش»: يستكمل.

نام کتاب : استقصاء النظر في القضاء و القدر نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست