responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : استقصاء النظر في القضاء و القدر نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 78

على مقدّمات‌ [1]:

المقدّمة الاولى‌

في استعداد النّفس لحصول اليقين‌

و تحقيقه أنّ النّفس الإنسانية خلقت خالية من جميع العلوم و المعارف الضروريّة و الكسبيّة، للعلم الضروري بأنّ أنفس الأطفال في مبدأ خلقهم خالية عن الجميع، و لا شكّ في أنّها قابلة لها، لأنّ حصول العلوم الضروريّة و الكسبيّة بعد الاستعداد التّام لها ضروريّ، و لو لا القبول لما حصل لها ذلك، فإنّ كلّ حاصل بعد أن لم يكن لا بدّ و أن يسبقه إمكان حصوله، فإنّ القسمة العقليّة في الجهات لا تخلو من ثلاثة: الوجوب، و الامتناع، و الإمكان، و الوجوب الذاتي ليس حاصلا لها قطعا، و لا الامتناع الذاتي، فلم يبق إلّا الإمكان الذاتي، و لها بعد الإمكان الذاتي إمكان آخر استعدادي، قابل للشدّة و الضعف، إذ الأوّل غير كاف في تحصيل الفيض من واهب الصور تعالى و تقدّس، بل لا بدّ من هذا الاستعداد، فإذا تمّ و تكامل أفاض اللّه تعالى الصورة الموهوبة منه تعالى لقابلها، كما أنّ الصورة الإنسانيّة الحادثة [2] تفتقر إلى استعداد قبول جسم خاص لا كلّ جسم، بل جسم معيّن و هو النطفة لها، ثمّ إنّ النطفة كلّما ازدادت قربا من الصورة الإنسانيّة ازدادت استعدادا، و هناك مراتب متعدّدة في المسافة المتوهّمة بين مبدأ الخلقة و منتهاها، إذا وصل الاستعداد إلى مرتبة منها استعدّ بواسطة ذلك الاستعداد لمرتبة اخرى، و هكذا إلى أن يحصل كمال الصورة، و


[1] في الأصل: مقدّماته.

[2] في «ل»: المادّية.

نام کتاب : استقصاء النظر في القضاء و القدر نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست