متمايزة بحسب الخارج كالحيوان من الجسم، و النفس الحيوانية و
الإنسان من البدن، و النفس الناطقة، و قد لا يكون كالسواد من[1]اللون، و قابضية البصر؛ و كالسطح من الكم، و قابليته القسمة في
الطول و العرض جميعا، و هو المسمى بالنوع البسيط، و من هاهنا جوز بعض المحققين،
كون الفصل عدميا فإن المعنى الجنسي من الكم المتصل، يتحصل بما له من طول و عرض
فقط، فيكون سطحا[2]،و بما له طول فقط
فيكون خطا.
(قال:و كالهيولى[3]و
الصورة المفتقر كل منهما إلى الآخر باعتبار)[4].
يعني أن الاحتياج فيما بين الجزءين، قد يكون من الجانبين، لكن لا
باعتبار واحد، و إلا يلزم الدور، و ذلك كالهيولى و الصورة للجسم، فإن تشخص الصورة
يكون بالمادة المعينة، و من حيث هي قابلة لتشخصها [و تشخص المادة بالصورة المطلقة،
و من حيث هي فاعلة لتشخصها][5]و
سيجيء بيان ذلك.
(قال:و قد يكون اعتباريا كالعسكر فلا يلزم).
بأن يكون هناك عدة أمور يعتبرها العقل أمرا[6]واحدا، و إن لم يكن أمرا واحدا في الحقيقة. و ربما يضع بإزائه
اسما، كالعشرة من الآحاد، و العسكر من الأفراد، و لا يلزم فيه احتياج بعض الأجزاء
إلى البعض.
[3]الهيولي: لفظ يوناني بمعنى الأصل و
المادة. و في الاصطلاح هي جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك الجسم من الاتصال و
الانفصال.
(راجع تعريفات الجرجاني). و قال ابن سينا: الهيولي المطلقة. فهي
جوهر، و وجوده بالفعل إنما يحصل لقبول الصورة الجسمية لقوة فيه قابلة للصور. و ليس
له في ذاته صورة تخصه إلا معنى القوة.
و الهيولي عند القدماء على أربعة أقسام.
(راجع كشاف اصطلاحات الفنون).
[4]يخالف به افتقار الأخرى إذ لو افتقرت
كل منها إلى صاحبتها من وجه واحد كأن تفتقر هذه إلى تلك في نفس وجودها. و تفتقر
الأخرى إلى هذه في نفس وجودها أيضا لزم الدور و افتقار كل من الهيولي و الصورة إلى
صاحبتها متقرر أن الهيولي لا يصح وجودها في أصلها بدون الصورة.