فإن قيل: إن أريد عدم الاحتياج أصلا فباطل، لأن احتياج الهيئة[1]الاجتماعية إلى الأجزاء المادية لازم قطعا، و إن أريد الاحتياج
فيما بين الأجزاء المادية، فذلك ليس بلازم في المركب الحقيقي أيضا، كالبسائط
العنصرية للمركبات المعدنية مثلا.
قلنا: المراد الأول، و الصورة الاجتماعية في المركبات الاعتبارية
محض اعتبار العقل، لا تحقق لها[2]في
الخارج، إذ ليس من العسكر في الخارج إلا تلك الأفراد، بخلاف المركبات الحقيقية،
فإن هناك صورا تفيض على المواد في نفس الأمر، و ستعرفها. و أما في مثل الترياق و
السكنجبين فهل يحدث صورة جوهرية هي مبدأ الآثار، أو هو مجرد المزاج المخصوص الذي
هو من قبيل الأعراض، و أن يكون[3]التركيب
الحقيقي، هل يكون من الجوهر و العرض ففيه تردد.
تقسيم أجزاء المركب إلى متداخلة و متباينة
(قال:و الأجزاء[4]قد
تتداخل[5]بأن يكون بينها تصادق بالمساواة[6]،أو العموم مطلقا،
أو من وجه، و قد تتباين متماثلة أو متخالفة، وجودية[7]أو عدمية[8]،أو مختلطة[9]أو حقيقية[10]،أو إضافية أو
ممتزجة).
أجزاء المركب تنقسم إل متداخلة و متباينة أما المتداخلة، فهي التي
يكون
[1]الهيئة أحد أقسام الحكمة الرياضية، و
يعرف فيه حال أجزاء العالم في أشكالها و أوضاع بعضها عند بعض و مقاديرها و أبعاد
ما بينها و يشتمل عليه كتاب المجسطي.
(راجع رسالة ابن سينا في أقسام العلوم العقلية ص 111. 112).