مبهم لا يتحصل نوعا حقيقيا، إلا بمقارنة الفصل. و هذا معنى عليته،
و إلا فلا تمايز في الخارج بين الجنس و الفصل، بل النوع و الشخص أيضا، فزيد هو الإنسان
و الحيوان الناطق، و إنما التمايز في العقل من جهة أنه يحصل من الشيء صور متعددة
باعتبارات مختلفة).
بأن يحصل من اجتماع عدة أشياء حقيقة واحدة بالذات، مختصة باللوازم
و الإشارات[1]و احتياج بعض أجزائه إلى البعض ضروري للقطع بأنه لا يحصل من الحجر
الموضوع بجنب الإنسان حقيقة واحدة، و الاحتياج فيما بين الجزءين، قد يكون من جانب
واحد كالمركب من البسائط العنصرية، و مما يقوم بها عن الصورة المعدنية، أو
النباتية، أو الحيوانية. فإن الصورة تحتاج إلى تلك المواد من غير عكس، و كالمركب
من الجنس و الفصل، فإن الجنس محتاج إلى الفصل من جهة أنه أمر مبهم، لا يتحصل
معقولا مطابقا لما في الأعيان من الأنواع الحقيقية، إلا إذا اقترن به فصل، لأنه
الذي يحصل طبيعة الجنس و يقررها، و يعينها و يقومها[2]نوعا. و هذا معنى علية الفصل للجنس، و حاصله. أنه الذي به يتحصص
الجنس، أي يصير حصة حصة[3]و
لذا نقل الإمام عن أبي علي، أن الفصل علة لحصة النوع من الجنس، و إن كان صريح
عبارته، أنه علة لطبيعة الجنس[4]،بمعنى أن الصورة
الجنسية ليست متحصلة بنفسها، بل مبهمة محتملة لأن تقال على أشياء مختلفة الحقائق،
و إذا انضافت إليها الصورة الفعلية[5]تحصلت،
و صارت بعينها أحد[6]تلك الأشياء.
فالفصل بالحقيقة علة لتحصلها بهذا المعنى، و ارتفاع إبهامها
لحصولها[7]في العقل، لظهور أن المعنى الجنسي يعقل من غير فصل، و لا