قيل: هذا التسلسل مع امتناعه لما سيأتي من الأدلة، و لاستلزامه
انحصار ما لا يتناهى بين حاصرين[1]الوجود
و الماهية، يستلزم المدعي، و هو كون الوجود نفس الماهية، لأن قيام جميع الموجودات
العارضة بالماهية يستلزم وجودا لها[2]غير
عارض، و إلا لم يكن الجميع جميعا و فيه نظر، لأنا لا نسلم على تقدير التسلسل تحقق
جميع لا يكون وراءه[3]وجود آخر، بل كل جميع فرضت معروضها بواسطة وجود آخر عارض، لأن معنى
هذا التسلسل عدم انتهاء الوجودات إلى وجود، لا يكون[4]وراءه وجود، بينه و بين الماهية وجود آخر.
الثالث:أن وجود الشيء لو كان زائدا عليه لما كان الوجود موجودا ضرورة
امتناع تسلسل الوجودات، بل معدوما، و فيه اتصاف الشيء بنقيضه و كون ما لا ثبوت له
في نفسه ثابتا في محله.
الرابع:أنه لو قام بالماهية لكان موجودا ضرورة امتناع اتصاف الشيء بنقيضه،
و امتناع أن يثبت في المحل ما لا ثبوت له في نفسه، فننقل الكلام إلى وجوده و
يتسلسل، لأن التقدير أن وجود كل شيء زائد عليه، و التحقيق يقتضي رد الوجوه
الأربعة إلى وجهين بطريق الترديد بين الوجود و العدم، في جانبي المعروض و العارض،
على ما أوردنا في المتن.
الأول: (أنه قام بالماهية. فالماهية المعروضة إما معدومة فيتناقض أو
موجودة فيدور أو يتسلسل)[5].
و تقرير الثاني: أن الوجود العارض إما معدوم فيتصف الشيء بنقيضه و
يثبت في المحل ما لا ثبوت له في نفسه، و إما موجود فيزيد وجوده عليه و تتسلسل
الوجودات.
و الجواب: إما إجمالا فهو أن زيادة الوجود على الماهية و قيامه بها
إنما هو