responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 1  صفحه : 231

النفس في المعاني انتقالا بالقصد، و كأنه احترز بالقصد عن الحدس‌ [1] و عن سائر حركاتها، لا عن قصد و بالجملة هو بمنزلة الجنس للنظر على ما قال إمام الحرمين‌ [2]: أن الفكر قد يكون لطلب علم أو ظن فيسمى نظرا، و قد يكون كأكثر حديث النفس، فسقط اعتراض الآمدي‌ [3] بأن لفظ الفكر زائد لأن باقي الحد مغن عنه، و اعتذاره بأنه لم يجعله جزءا من الحد بل كأنه قال: النظر الفكر و هو الذي يطلب له علم أو ظن، و إن كان صحيحا من جهة أن الفكر في الاصطلاح المشهور كالمرادف للنظر لا أعم منه، ليمتنع تفسيره بما يطلب به علم أو ظن. لكنه بعيد من جهة أن العبارة لا تدل عليه أصلا، و لم يعهد في التعريفات أن يقال الإنسان البشر الذي هو حيوان ناطق مثلا، على أن مجرد قولنا الذي يطلب به علم أو ظن لا يصلح تفسيرا للنظر و الفكر إلا بتكلف، و أما اعتراضه بأن الظن قد لا يكون مطابقا و هو جهل يمتنع أن يكون مطلوبا فمدفوع، بأن المطلوب هو الظن من حيث إنه ظن، و هو لا يستلزم طلب الأخص أعني غير



[1] الحدس في اللغة:الظن و التخمين و التوهم في معاني الكلام و الأمور و النظر الخفي. و الحدس الذياصطلح عليه الفلاسفة القدماء مأخوذ من معنى السرعة في السير، قال ابن سينا: الحدسحركة إلى إصابة الحد الأوسط إذا وضح المطلوب، أو إصابة الحد الأكبر إذا أصيبالأوسط، و بالجملة سرعة الانتقال من معلوم إلى مجهول (النجاة ص 137). و قالالجرجاني: هو سرعة انتقال الذهن من المبادي إلى المطالب. و الحدس عند بعض الإشراقيين:هو ارتقاء النفس الإنسانية إلى المبادي العالية حتى تصبح مرآة مجلوة تحاذي شطرالحق. فتمتلئ من النور الإلهي الذي يغشاها.
[2] إمام الحرمين: هوعبد الملك بن عبد اللّه بن يوسف بن محمد الجويني أبو المعالي. ركن الدين الملقببإمام الحرمين. من أصحاب الشافعي، ولد في جوين من نواحي نيسابور و رحل إلى بغداد،و ذهب إلى المدينة. له مصنفات كثيرة منها: غياث الأمم و التباث الظلم و العقيدةالنظامية و الشامل في أصول الدين. توفي سنة 478 ه.و عبارته التي ذكرها،النظر في اصطلاح الموحدين: هو الفكر الذي يطلب به من قام به علما أو غلبة ظن إلخ. (راجع كتاب الارشاد ص3).
[3] هو علي بن محمد بنسالم التغلبي أبو الحسن، سيف الدين الآمدي. أصولي باحث أصله من آمد (ديار بكر) ولدبها و تعلم في بغداد و الشام، انتقل إلى القاهرة فدرس بها و اشتهر، نسبه الفقهاءإلى فساد العقيدة و التعطيل و مذهب الفلاسفة. من كتبه: الإحكام في أصول الأحكام، وأبكار الأفكار في علم الكلام و ألباب الألباب و دقائق الحقائق. توفي سنة 631 ه.
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست