نام کتاب : الأربعين في أصول الدين نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 1 صفحه : 315
أقمتم الدلائل على صحة
المخالفة، الا أنكم تحتاجون بعدها الى اقامة الدلالة على وقوع تلك المخالفة. حتى
يتم دليلكم.
و الجواب: الدليل على صحة المخالفة بينهما: أنه لو انفرد هذا صحت منه إرادة
الحركة، و لو انفرد ذلك صحت منه إرادة السكون.
و عند اجتماعهما، وجب
القول ببقاء هاتين الصحتين. و يدل عليه وجهان:
الأول: ان كل واحد من هاتين الصحتين أزلى. و الأزلى يمتنع زواله.
و الثانى: ان زوال احدى الصحتين بالأخرى، انما يصح لو حصل بينهما نوع منافاة.
و الا لم يلزم من حصول أحدهما زوال الثانى.
و اذا حصلت المنافاة من
الجانبين، لم يكن تأثير حصول أحدهما فى عدم الآخر[1] أولى من العكس. فلا بد و أن تزول كل واحدة من هاتين الصحتين
بالأخرى. الا أن هذا محال. لأن المؤثر فى عدم كل واحدة من هاتين الصحتين وجود
الأخرى. و العلة واجبة الحصول عند حصول المعلول. فلو عدمت الصحتان معا، لزم من
عدمهما معا، لزومهما[2]
معا. و هذا محال. فعلمنا: أنه لا تزول هذه الصحة، و لا تلك الصحة عند اجتماعهما.
فثبت: أن صحة المخالفة حاصلة عند الاجتماع.
و أما قوله: «ان هذا ينتقض بالقدرتين، فانه يصح على كل واحدة منهما ايجاد أحد
الضدين عند الانفراد، و لا يصح منهما ايجادهما عند الاجتماع» قلنا: هذا عين دليلنا
على كون الله تعالى واحدا. لأنا