وقد ذكرنا أن لها سندين واحدهما معتبر، وأما من جهة الدلالة فالمقدار
المنقول في الوسائل مطلق لأنّ (أهل الباطل) شامل للكافر والمخالف، وبعد الوقوف على متن الرسالة من كتاب روضة الكافي[2] تبيّن أنها وردت على شبه فصول ومقاطع، وهي بمثابة منهاج خاطب به الإمام عليه السلام شيعته يوجههم فيه لإدراك سعادة الدارين، ولم يرد في المقطع الذي اشتمل على ما نقله صاحب الوسائل منها على قرينة خاصة تختص بالعامة، بل جاء كلام الإمام عليه السلام عاماً كقوله عليه السلام : (فإن أعداء الله إن استطاعوا صدوكم عن الحق) ونحوه من التعابير العامة الشاملة للكافر وغيره، كما استشهد عليه السلام في هذا المقطع من كلامه ببعض الآيات الواردة في صبر الأنبياء وتكذيب أممهم لهم، وليس في هذا المقطع ما يشير إلى أمر الولاية، نعم في بقية الفصول الأخرى من كلامه عليه السلام الإشارة إلى اختلاف الأمّة بعد النبيّ صلي الله عليه و آله والرد على أهل البدع والمقاييس والأهواء ونحو ذلك.
فإن كان ذلك قرينة يصح التعويل عليها فالرواية خاصة بالمخالفين، وإلاّ
فهي مطلقة شاملة للكافر وغيره.
ومنها: رواية جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، قال: سمعت الصادق
جعفر بن محمّد عليهما السلام يقول: المؤمن علوي، (إلى أن قال: ) والمؤمن مجاهد، لأنه يجاهد أعداء الله عزوجل في دولة الباطل بالتقية، وفي دولة الحق