معروف : " إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها " [1] .

ومخالفاته الكثيرة للكتاب والسنّة ، كمنعه لتدوين الحديث ، وقتله مانعي الزكاة ، وتركه إقامة الحدود ، إلى غير ذلك من الحقائق والوقائع التي تجعل الرجل في مقام المؤاخذة والسؤال ، وإلى درجة أنّ عمر وهو أوّل من بايعه قد استنكر مبايعته ، أو دعا لقتل من عاد إلى مثل تلك البيعة ، كما يذكر البخاري عنه : إنّما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمّت ، ألا وأنّها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرها [2] ، وفي رواية : " فمن عاد لمثلها اقتلوه " [3] .

( ... ... ... )

لم يحجّ في العام التاسع للهجرة :

السؤال: أرجو إبطال الرواية القائلة بأنّ أبا بكر حجّ بالناس في العام التاسع للهجرة ؟

الجواب : قد اختلفت الروايات عند أهل السنّة أنفسهم في إثبات ذلك ، فالمتّفق عليه بحسب رواياتهم هو : أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) أرسل أبا بكر لتبليغ آيات البراءة لمشركي مكّة في موسم الحجّ ، وبعد ذهابه بأيّام أمر جبرائيل النبيّ (صلى الله عليه وآله) أن يبعث علياً لتبليغها ، فأخذها الإمام علي (عليه السلام) من أبي بكر ، فذهب فبلّغها .

ثمّ يبدأ الاختلاف في الروايات ، فأكثرها تثبت رجوع أبي بكر للنبيّ (صلى الله عليه وآله) كئيباً أو خائفاً ، أو مستفسراً مستغرباً ، وهو يقول : " أنزل فيّ شيء " ؟ [4] .

فعلى هذه الروايات يكون أبو بكر قد رجع ولم يحجّ ، لعدم سهولة الذهاب

[1] ينابيع المودّة 2 / 56 .

[2] صحيح البخاري 8 / 26 .

[3] تاريخ اليعقوبي 2 / 158 .

[4] السنن الكبرى للنسائي 5 / 128 ، خصائص أمير المؤمنين : 91 ، شواهد التنزيل 1 / 305 و 312 و 317 .