ثمّ قضايا أخرى كثيرة جدّاً كعدم معرفته حكم الاستئذان ورفعه الصلاة عن الجنب إذا لم يجد الماء وقضية الكلالة وغيرها[5].
فإذا كان ملازما لرسول الله(صلى الله عليه وآله) وكان على حسب ما يقولون وزيراً له، لماذا جهل هذه الأمور؟. وهي من الأمور الواضحة جدّاً والتي كانت كثيرة التكرار في حياة الناس، فكيف لا يعرفها ؟. أم أنّه لم يكن من الملازمين لرسول الله(صلى الله عليه وآله)، ولم يكن وزيره كما يدّعون؟.
في الحقيقة تبيّن لنا بعد الاستبصار أنّ عمر كان يعترف أنّه لم يكن ملازماً لرسول الله(صلى الله عليه وآله)، وإنّما كان منشغلاً عنه بالصفق بالأسواق، وكان يقولها صراحة وعلناً عندما كان يجهل أمراً ما، كان يعتذر قائلا لقد شغلني الصفق بالأسواق.
روى البخاري في صحيحه في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنَّة عن عبيد ابن عمير قال: استأذن أبو موسى على عمر، فكأنّه وجده مشغولاً، فرجع، فقال
[5] أنظر الأحكام لابن حزم 2 : 239 وما بعدها، وأنظر الروايات في ذلك : في الاستئذان، صحيح البخاري 7 : 130، 8 : 157، وفي رفعه الصلاة عن الجنب، سنن النسائي 1 : 168، مسند أحمد 4 : 219، وفي قضية الكلالة، مسند أحمد 1 : 15، المستدرك على الصحيحين 2 : 310.
نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 90