نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 183
ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجد وسجدوا، ثمّ جاءه جبريل بعد ذلك قال: اعرض عليّ ما جئتك به، فلمّا بلغ: تلك الغرانيق العُلى وإنّ شفاعتهنّ لترتجى. قال له جبريل: لم آتك بهذا، هذا من الشيطان، فأنزل الله : { وَما أَرْسَلنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى }[1]" [2] .
كما أكّد صحّة الرواية الحافظ ابن حجر العسقلاني[3] والحافظ الهيثمي[4] والشيخ إبراهيم الكوراني[5] وغيرهم.
وكما ذكرنا ونؤكّد ذلك مرّة أخرى عند مطالعة هذه الروايات وأمثالها، فإنّه يجب أنْ نتذكّر دائماً أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) معصوم، ولا يمكن أنْ يتمكّن الشيطان منه، ولكنّ السلطات الحاكمة والحسّاد وأعداء رسول الله والمبغضين له، مكّنوا الشيطان منه(صلى الله عليه وآله) في عشرات الأحاديث المذكورة في صحاح المسلمين، وقد ذكرنا أحاديث مزامير الشيطان في بيت رسول الله وأمثالها ومنها قضية الغرانيق هذه.
إذن فهم قد مكّنوا الشيطان من رسول الله(صلى الله عليه وآله)، بينما نفوا بأنْ يكون للشيطان أي قدرة على شخص غير معصوم كعمر بن الخطاب، ووضعوا لذلك أحاديثاً كثيرة تبيّن أنّ الشيطان إذا رأى عمر بن الخطاب فإنّه يهرب منه ومن الفجّ الذي يسلكه[6].
ثمّ إنّ القضيّة هي قضيّة تشريع ووحي. وكلّ فئات المسلمين وطوائفهم