ومنها: ما روي أنّ الشاعر الببّغا وفد على بعض الملوك، وكان يفد عليه في كلّ سنة، فوجده في الصيد، فكتب وزير الملك يخبر بقدومه، فأمره أن يسكنه في بعض دوره.
وكان على باب تلك الدار غرفة[1] كان الببغا يبيت ليله فيها، ولها مطلع إلى الدرب، وكان الحارس يخرج كلّ ليلة بعد نصف الليل فيصيح بأعلى صوته: يا غافلين اذكروا الله على باغض معاوية لعنة الله، وكان الببغا الشاعر ينزعج لصوته.
فاتّفق في بعض الليالي أنّ الشاعر رأى في منامه أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قد جاء هو وعليّ عليه السّلام إلى ذلك الدرب، ووجد الحارس، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ عليه السّلام: اصفعه بيدك فانّه يسبّك.
فضربه أمير المؤمنين عليه السّلام بين كتفيه، وانتبه الشاعر منزعجاً من المنام، ثمّ انتظر الصوت الذي كان يسمعه من الحارس كلّ ليلة فلم يسمعه، فعجب من ذلك، ثمّ سمع صياحاً ورأى رجالا قد أقبلوا إلى دار الحارس، فسألهم الخبر فقالوا: إنّ الحارس قد حصل له بين كتفيه ضربة بقدر الكفّ وهي تتشقّق وتمنعه القرار، فلم يكن وقت الصباح حتّى مات، وشاهده بذلك الحال أربعون نفساً[2].
[حكاية ابن أبي دلف]
ومنها: إنّه كان لأبي دلف ولد، فتحادث أصحابه في حبّ عليّ عليه السّلام وبغضه، فروى بعضهم عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم [أنّه قال:] يا عليّ ما يحبّك إلاّ مؤمن تقيّ، ولا يبغضك إلاّ كافر شقيّ، وَلَدُ زنية أو حيضة.
فقال ولد أبي دلف: ما تقولون في الأمير هل يُؤتى في أهله؟ فقالوا: لا، فقال: