فأخذ عليّ عليه السّلام رأس النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فوضعه في حجره، فانتبه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال: ما هذه الهمهمة؟ فأخبره عليّ عليه السّلام، فقال له صلّى الله عليه وآله وسلّم: لم يكن دحية الكلبي وإنّما هو جبرئيل عليه السّلام يا عليّ، سمّاك باسم سمّاك الله به[1].
ومن المناقب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: لمّا أُسري بي إلى السماء ثمّ من السماء إلى سدرة المنتهى[2]، وقفت بين يدي الله عزوجل، فقال: يا محمد، قلت: لبيك وسعديك، قال: قد بلوت خلقي فأيّهم رأيت أطوع لك؟ قلت: ربّ عليّاً.
قال: صدقت يا محمد، فهل اتّخذت لنفسك خليفة، يؤدّي عنك، ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال: قلت: ربّ اختر لي فانّ خيرتك خيرتي، قال: قد اخترت لك عليّاً، فاتخذه لنفسك خليفة ووصيّاً، ونحلته علمي وحلمي، وهو أمير المؤمنين حقّاً لم ينلها أحد قبله، وليست لأحد بعده.
يا محمد علي راية الهدى، وإمام من أطاعني ونور أوليائي، وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين، من أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني ... لولا عليّ لم يُعرف حزبي، ولا أوليائي[3].
القسم الرابع: في فضائله الثابتة له بعد مضيّه عليه السّلام وحياته
وهي كثيرة، فمنها ما نذكره في الفصل الثالث، ومنها ما نذكره في هذا القسم، وهو غزير.