قذى ، وفي الحلق شجا
، أرى تراثي نهْباً ، حتّى مضى الأولُ لسبيله ، فأدلى بها إلى ابن الخطاب بعدَهُ.
( شتان ما يومي على كورها
ويوم حيّان أخي جابر )
فيا عجباً! بينا هو يستقيلها في حياته ،
إذ عقدها لآخر بعد وفاته ، لشدّ ما تشطّرا ضرعيها ، فصيّرها في حوزة خشناء ،
يغْلظُ كلامُها ، ويخشنُ مسُّها ، ويكثُرُ العثَارُ فيها ، والاعتذار منها ... »
الخطبة[١].
يعرفُ كلّ محقّق وباحث بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نصّ
بالخلافة وعيّن علي ابن أبي طالب قبل وفاته ، كما يعرف ذلك أغلب الصّحابة ، وفي
مقدّمتهم أبو بكر وعمر ، ولهذا كان الإمام علي يقول : « وإنه ليعلمُ أنَّ محلّي
منها محلّ القطب من الرّحى ».
ولعلّ ذلك ما دعا أبو بكر وعمر أن يمنعا
رواية الحديث عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، كما قدّمنا في الفصل السّابق ، وتمسّكا بالقرآن لأنّ القرآن وإن كان فيه آية
الولاية ، غير أنّ اسم علي لم يذكر صراحة كما هو الحال في الأحاديث النّبوية ، كقوله
صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « من كنت مولاه فهذا علىٌّ مولاه »[٢]
، و « علىّ مني
[٢] مسند أحمد ١ :
٨٤ وصرّح محقّق الكتاب الشيخ أحمد شاكر بصحة متن الحديث وقال : ( ورد عن طرق كثيرة
، ذكر المناوي في شرح الجامع الصغير في الحديث ٩٠٠٠ عن السيوطي أنّه قال : « حديث
متواتر » ... ) ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٥ ح ١٢١ ، سنن الترمذي ٥ : ٢٩٧ ح ٣٧٩٧ ،
المستدرك للحاكم ٣ : ١١٠ ، كتاب السنة لابن أبي عاصم : ٥٩٠ ، وغيرها من المصادر
الكثيرة. وهو حديث متواتر كما صرّح الشيخ الألباني في صحيحته ٤ : ٣٤٣.