عمر بضرب أبي موسى
حفاظاً كعادته على كرامته[١].
مع أنّ مسلم في صحيحه زاد قول أُبي بن كعب لعمر : يابن الخطاب فلا تكوننَّ عذاباً
على أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقد روى الذهبي في تذكرة الحفاظ من جزئه
الأول الصفحة السابعة عن أبي سلمة قال : قلت لأبي هريرة : أكنتَ تحدّث في زمان عمر
هذا؟ فقال : لو كنتُ أُحدّث في زمان عمر مثل ما أُحدّثكم لضربني بمخفقته[٢].
كما أنّ عمر بعد منع الحديث والتهديد
بالضرب ، أقدم هو الآخر على حرق ما دوّنَهُ الصّحابة من الأحاديث ، فقد خطب النّاس
يوماً قائلا : أيّها النّاس ، إنّه قد بلغني أنّه قد ظهرت في أيديكم كتبٌ ، فأحبّها
إلى الله أعدلها وأقومها ، فلا يبقيّن أحد عنده كتاباً إلاّ أتاني به فأرى فيه
رأيي ، فظنّوا أنّه يريد النّظر فيها ليقوّمها على أمر لا يكون فيه اختلاف ، فأتوه
بكتبهم فأحرقها بالنّار[٣].
كما أخرج ابن عبد البر في كتاب جامع
بيان العلم وفضله ، أنّ عمر بن الخطّاب أراد أن يكتب السنّة ، ثمّ بدا له أن لا
يكتبها ، ثمّ كتب إلى الأمصار من كان عنده شيء فليمحه[٤].
[١] صحيح البخاري ٦
: ١٧٨ في كتاب الاستئذان ، باب التسليم والاستئذان ثلاثاً.