أحدّثكم به ، فأردتُ
أن تحفظوه لممشاي معكم ، إنّكم تقدمون على قوم للقرآن في صدورهم ازيز كأزيز المرجل
، فإذا رأوكم مدّوا إليكم أعناقهم ، وقالوا أصحاب محمّد! فأقلّوا الرواية عن رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
ثمّ أنا شريككم. فلما قدم قرظة بن كعب قالوا : حدّثنا ، قال : نهانا عمر[١].
كما روى مسلم في صحيحه في كتاب الآداب ،
باب الاستئذان ، بأنّ عمر هدّد أبا موسى الأشعري بالضرب من أجل حديث رواه عن رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال أبو سعيد الخدري : كنا في مجلس عند
أُبي بن كعب ، فأتى أبو موسى الأشعري مُغضباً ، حتى وقفَ فقال : أنشدكم الله هل
سمع أحدٌ منكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
يقول : الاستئذان ثلاث ، فإن أذن لك وإلاّ فارجع؟ قال أُبي : وما ذاك ، قال : استأذنتُ
على عمر بن الخطاب أمس ثلاث مرّات ، فلم يؤذن لي فرجعتُ ، ثمّ جئته اليوم فدخلتُ
عليه ، فأخبرته أنّي جئتُ بالأمس فسلمتُ ثلاثاً ثمّ انصرفت ، قال : قد سمعناك ونحن
حينئذ على شغل ، فلو ما استأذنت حتى يؤذن لك ، قلتُ : استأذنت كما سمعتُ رسول الله
صلىاللهعليهوآلهوسلم
، قال : فوالله لأوجعنّ ظهرك وبطنك أو لتأتينَّ بمنْ يشهد لك على هذا ، فقال أُبي
بن كعب : فوالله لا يقوم معك إلاّ أحدثنا سنّاً ، قم يا أبا سعيد ، فقمت حتى أتيتُ
عُمر ، فقلت : قد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
يقول هذا.
وروى البخاري هذه الحادثة ، ولكنّه
كعادته بترها وحذف منها تهديد
[١] سنن ابن ماجة ١
: ٢٥ ح ٢٨ ، ط دار الفكر وصرّح البوصيري في حاشيته على السنن بصحته ، تذكرة الحفاظ
للذهبي ١ : ٧.