وبلغ من أمر عائشة وبُغضِهَا للإمام علي
أنّها كانت تحاول دائماً إبعاده عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
ما استطاعتْ لذلك سبيلا.
قال ابن أبي الحديد المعتزلي في « شرح
النهج » : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
استدنى عليّاً ، فجاء حتّى قعد بينه وبينها وهما متلاصقان ، فقالت له : أما وجدت
مقعداً لكذا إلاّ فخذي[٢].
وروي ـ أيضاً ـ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ساير يوماً
الإمام علي وأطال مناجاته ، فجاءت عائشة وهي سائرة خلفهما حتى دخلت بينهما ،
وقالتْ لهُمَا : فيمَ أنتُما فقد أطلتما ، فغضب لذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم[٣].
ويروي أيضاً أنّها دخلت مرّة على رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وهو يناجي عليّاً ، فصرختْ وقالت : مالي ولك يا بن أبي طالب؟ إنّ لي نوبة واحدة من
رسول الله ، فغضب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وكم من مرّة أغضبت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بتصرّفاتها
الناتجة عن الغيرة الشديدة ، وعن حدّة طبعها وكلامها اللاّذع.
وهل يرضى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على مؤمن أو
مؤمنة ملأ قلبه كُرهاً وبغضاً
[١] الإمام أحمد في
مسنده ٤ : ٢٧٥ ، عنه مجمع الزوائد ٩ : ٢٠١ وقال : « رجاله رجال الصحيح ».
[٢] شرح نهج البلاغة
لابن أبي الحديد ٩ : ١٩٥ ، وفي تاريخ دمشق ٤٢ : ٤٥ انّه عليهالسلام ، جلس بينهما قالت
له : « أما وجدت مكاناً أوسع لك من هذا » فزجرها النبي صلىاللهعليهوآله.