ثمّ يروون في صحاحهم
ومسانيدهم وتواريخهم بأنّ عائشة تبغض الإمام علي ولا تطيق ذكر اسمه ، أليس ذلك
شهادة منهم على ماهية المرأة؟
كما يروي البخاري في صحيحه أنّ رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
قال : « فاطمة بضعة منّي من أغضبها أغضبني ، ومن أغضبني فقد أغضب الله »[١]. ثمّ يروي البخاري نفسه بأنّ فاطمة
ماتت وهي غاضبة على أبي بكر فلم تكلّمه حتى ماتتْ[٢].
أليس ذلك شهادة منهم بأنّ الله ورسوله
غاضبان على أبي بكر؟ فهذا ما يفهمه كلّ العقلاء ، ولذلك أقول دائماً بأنّ الحقّ لا
بدّ أن يظهر مهما ستره المُبطلون ، ومهما حاول أنصار الأمويين التمويه والتلفيق ،
فإنّ حجّة الله قائمة على عباده من يوم نزول القرآن إلى قيام السّاعة ، والحمد لله
ربّ العالمين.
حدّث الإمام أحمد بن حنبل أنّ أبا بكر
جاء مرّة واستأذن على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وقبل الدّخول سمع صوت عائشة عالياً وهي تقول للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « والله لقد عرفتُ أنّ عليّاً أحبّ إليك منّي ومن أبي ، تعيدها مرّتين أو
أُسد الغابة ٤ : ٢٦
، سير أعلام النبلاء ٥ : ١٨٩.
وفي صحيح مسلم ١ : ٦١ باب
الدليل على حبّ الأنصار وعلي من الإيمان عن عليّ عليهالسلام بلفظ : « والذي فلق الحبة وبرأ
النسمة انّه لعهد النبي الأُمّي إليّ أنّه لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ
منافق ».
[١] البخاري ٤ : ٢١٠
، كتاب فضائل أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، باب مناقب فاطمة عليهاالسلام
، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٥٢٦ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ٩٧ ح ٨٣٧١.
[٢] صحيح البخاري ٥
: ٨٢ ، كتاب المغازلي ، باب غزوة خيبر و ٨ : ٣ كتاب الفرائض ، باب قول النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا نورث
ما تركنا صدقة ».