سلمان ، والمقداد ،
وعمّار ، وحُذيفة ، وكلّ الصحابة المخلصين الذين والوا عليّاً وتشيّعوا له ، فقد
لاقوا التعذيب والتشريد والقتل.
وهكذا أصبح أتباع مدرسة الخلفاء ،
وأتباع معاوية ، وأصحاب المذاهب الذين أوجدتهم السلطة الجائرة ، أصبحوا هم أهل
السنّة والجماعة ، وهم الذين يمثّلون الإسلام ، ومن خالفهم كان من الكافرين ، ولو
اقتدى بأئمة أهل البيت الطيبين الطاهرين.
أمّا أتباع مدرسة أهل البيت الذين
اتّبعوا باب مدينة العلم ، وأوّل النّاس إسلاماً ، ومن كان الحقّ يدور معه حيث دار
، وتشيّعوا لأهل البيت واتّبعوا الأئمة المعصومين ، أصبحوا هم أهل البدعة والضلالة
، ومن خالفهم وحاربهم كان من المسلمين ، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم
وصدق الله إذ يقول :
( وَإذَا قِيلَ لَهُمْ
لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * ألا إنَّهُمْ
هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ * وَإذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا
آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ألا إنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ
وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ )[١].
وإذا رجعنا إلى موضوع حبّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لعائشة;
لأنّها حفظت عنه نصف الدّين ، وكان يقول : « خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء » ،
فهذا حديث باطل لا أساس له من الصّحة ، ولا يستقيم مع ما روي عن عائشة من أحكام
مضحكة مبكية يتنزّه عن ذكرها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ويكفينا مثلا على ذلك قضية رضاعة الكبير
التي كانت ترويها عن