responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذّكر نویسنده : التيجاني السماوي، محمد    جلد : 1  صفحه : 140

وهكذا أصبح معاوية بن أبي سفيان ، الطليق بن الطليق ، واللعين بن اللعين ، ومن كان يتلاعب بأحكام الله ورسوله ولا يقيم لها وزناً ، ويقتل الصلحاء والأبرياء في سبيل الوصول إلى أهدافه الخسيسة ، ويسبّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على مرأى ومسمع من المسلمين[١] ، أصبح هذا الرّجل يسمّى كاتب الوحي ، ويقولون بأن الله ائتمنَ على وحيه جبرئيل ومحمّداً ومعاوية ، وأصبح يوصف بأنّه رجل الحكمة والسياسة والتدبير.

أمّا أبو ذر الغفاري الذي ما أقلّت الخضراء ولا أظلت الغبراء أصدق ذي لهجة منه ، فأصبح صاحب فتنة ، يضربُ ويشرّد ويُنفى إلى الربذة ، وأمّا


[١] يقول الشاعر في هذا المعنى :

عاندوا « أحمد » وعادوا عليّاً

وتولّوا منافقاً وغويّاً

وأسرّوا سبّ النبي نفاقاً

حين سبّوا جهراً أخاهُ عليّاً

 ( المؤلف )

وقد ذكر الشيخ الألباني في صحيحته حديث رقم ٣٣٣٢ : « ... عن أبي عبد الله الجدلي قال : قالت لي أُم سلمة : أيُسبُ رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينكم على المنابر؟!

قلت : سبحانه الله! وأنّى يسب رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟!

قالت : أليس يُسبُّ علي بن أبي طالب ومن يحبّه ، وأشهد أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يُحبه ...

قلت : وهذا إسناد جيد ورجاله كلّهم ثقات ... ».

وهذا من الطامات الكبرى والرزايا العظمى أن يسب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والعهد منه قريب جداً ، وجسده الشريف لم يبرد بعد ، وكفنه لم يبل ، لكن الطلقاء وأبناء الطلقاء أرادوا حجب نور الشمس قبل بزوغها ، وإطفاء نورها قبل ظهورها ، فسعوا إلى ذلك بكلّ ما أُتوا من قوّة; إلاّ أَن الله كان لهم بالمرصاد ، فأخمدهم وأخمد فتنتهم قبل انتصاب الأمور وتحقيق غاياتهم الفاسدة.

نام کتاب : فاسألوا أهل الذّكر نویسنده : التيجاني السماوي، محمد    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست