responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 210
في النار، إذ نقل ابن كثير عن ابن ديزيل باسناده الى يعقوب بن راقط قال: اختصم رجلان في سلب عمار وفي قتله، فأتيا عبدالله بن عمرو بن العاص ليتحاكما إليه فقال لهما: ويحكما، اخرجا عني فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال - ولعبت قريش بعمار- "مالهم ولعمار؟ عمار يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار، قاتله وسالبه في النار"[1].

فاذا كان النبي (صلى الله عليه وآله) قد أخبر بأن قاتل عمار في النار، فكيف صار في نظر ابن حزم متأولا، بل مجتهداً، بل مأجوراً على عمله ذاك!!

إن هذا التناقض في المواقف من الصحابة ليبعث على الدهشة حقاً، ولكن هذه الدهشة سرعان ما تتبدد عندما نعود الى الوراء قليلا ونذكر ما قلناه فيما سبق، من أن هذا الموقف العدائي يشمل فقط الصحابة الذين كانوا من أتباع علي بن أبي طالب، بينما يصبح أتباع معاوية وبني اُمية متأولين مجتهدين مأجورين - مثل معاوية- وهذا هو بالضبط ما كان يهدف اليه سيف ابن عمر في رواياته، ومن ثم انساق جمهور المؤلفين وراء هذاالهدف ذاته، وهذا ما سوف ينجلي بشكل أكثر وضوحاً فيما بعد.

ولم ينج الكثيرون من الوقوع في التناقض بتباين مواقفهم من الصحابة، فقد روى عمر بن شبة عن ابراهيم بن المنذر بسنده، قال: قدمت على عثمان ابن عفان(رضي الله عنه) فقلت: أرى وفد مصر قد رجعوا خمسين عليهم ابن عديس. قال: وكيف رأيتهم؟ قلت: رأيت قوماً في وجوههم الشر.

قال: فطلع ابن عديس منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخطب الناس وصلى لأهل المدينة الجمعة، وقال في خطبته: ألا إن ابن مسعود حدثني أنه سمع


[1] البداية والنهاية 7: 267، الطبقات الكبرى 3: 260، مسند أحمد 4: 198، المستدرك 3: 387، سلسلة الاحاديث الصحيحة للالباني 5: 18 وقال: وهذا الاسناد صحيح رجاله ثقات من رجال مسلم.

نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست