responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 209
يعطي مروان بن الحكم الحق فيما فعل، ولا يصفه بمثل هذه الصفات القبيحة، مع أن عمل مروان اجتراء كبير على منصب الخلافة، فضلا عما في عمله هذا من مفسدة عظيمة كانت هي السبب المباشر فيما حدث فيما بعد.

وليس ابن كثير أول من يصف هؤلاء القوم بهذه الأوصاف، بل سبقه القاضي ابن العربي - كما ذكرنا فيما سبق- ومن قبل ابن العربي قالها ابن حزم الأندلسي، حيث وصفهم بقوله: وعمّار(رضي الله عنه) قتله أبو العادية يسار بن سبع السلمي، شهد بيعة الرضوان، فهو من شهداء الله بأنه علم ما في قلبه وأنزل السكينة عليه ورضي عنه، فأبو العادية(رضي الله عنه) متأول مجتهد مخطئ فيه، باغ عليه مأجور أجراً واحداً، وليس هذا كقتلة عثمان(رضي الله عنه)، لأنهم لا مجال للاجتهاد في قتله... بل هم فسّاق محاربون سافكون دماً حراماً عمداً بلا تأويل، على سبيل الظلم والعدوان، فهم فسّاق ملعونون[1].

فقاتل عمار بن ياسر - وهو الصحابي أبو العادية من الذين شهدوا بيعة الرضوان- فهو مغفور له لذلك، ويُحمل عمله على التأول والاجتهاد، أما عبدالرحمان بن عديس البلوي - الذي تقدم في ترجمته أنه ممن شهد بيعة الرضوان- فهو في رأي ابن حزم ليس كذلك، فلا مجال للتأول والاجتهاد في عمله، بل يحكم عليه ابن حزم بأنه واحد من الفسّاق الملعونين لمشاركته في الثورة على عثمان وقتله.

فكيف انقلب هؤلاء الصحابة إلى فسّاق وقتلة ومجرمين، مع الإدعاء بعدالة الصحابة أجمعين؟! ـ حتى الذين تلبّسوا بالفتن كما يقولون ـ ومن الذي أظهرهم بهذا المظهر؟ ولماذا يكون قاتل عمار بن ياسر بريئاً من جريمته، بينما يكون قاتل عثمان مجرماً؟! مع تأكيد النبي (صلى الله عليه وآله) بأن قاتل عمار وسالبه


[1] الفصل في الملل والاهواء والنحل 4: 161.

نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست